القوى الجديدة في إمدادات الطاقة المتجددة «3 من 3»

يمكن أن يتوقف انتشار ثروات الموارد الجديدة نتيجة مجموعة من الحواجز التكنولوجية والسياسية والاقتصادية. لكن بدأت الأطراف المعنية بالاقتصاد العالمي تدرك أنه الواقع الجديد الذي لا يمكن أن تتجاهله.
وتشعر منظمة أوبك بقلق خاص. وفي العام الماضي، قال وزير الطاقة في نيجيريا، وهي عضو في "أوبك" في ملاحظات واسعة الانتشار، إن ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يثير "قلقا بالغا".
ويبدو أن الحقائق على أرض الواقع تشير بشكل متزايد إلى تبرير تلك التوترات. وفي يونيو من هذا العام، أشارت توقعات وكالة الطاقة الدولية IEA, 2014 في أحد التقارير إلى أن نسبة "أوبك" من الطاقة الإنتاجية" من النفط ستواصل الانخفاض لتصل إلى 57 في المائة من الطاقة العالمية عام 2019 من 58 في المائة عام 2013 ، بينما ستزيد النسبة من البلدان غير بلدان "أوبك" من 42 إلى 43 في المائة. وتحجب هذه الإحصاءات البسيطة نسبيا تحولات تثير مزيدا من القلق لدى منظمة أوبك التي هيمنت على الإنتاج العالمي من النفط لفترة طويلة. وفي عامي 2012 و2013، وبعد أن قفز إنتاج أمريكا الشمالية بمقدار 1.35 مليون برميل يوميا، انخفض إنتاج "أوبك" بمقدار 850 ألف برميل يوميا وفقا لوكالة الطاقة الدولية. وعلى الرغم من أنه المتوقع أن تزيد الطاقة الإنتاجية لـ"أوبك" بمقدار 2.08 مليون برميل يوميا عام 2019 مقارنة بعام 2013، فإن هذه القفزة المتوقعة تفترض أن يكون أكثر من نصف هذا النمو من العراق، وهو بلد يعاني عدم الاستقرار.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها من أنه "نظرا لوضع العراق الخطير والحالة الأمنية، فإن التوقعات مليئة بالخطر الهبوطي". وعلى الرغم من أن الانخفاض في إنتاج "أوبك" يرجع حتى الآن أساسا إلى الصعوبات السياسية والجيولوجية في بلدان "أوبك"، فإن أعضاء "أوبك" يعربون عن قلقهم المتزايد من أن ارتفاع إنتاج النفط في الولايات المتحدة سيؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط من "أوبك".
و"أوبك" ليست المنظمة الوحيدة القلقة من القفزة في إنتاج الولايات المتحدة من الطاقة. فالصناعة الأوروبية قلقة أيضا حيث إنها تخشى أن يؤدي انخفاض أسعار الطاقة عبر المحيط إلى أن تكون أوروبا أقل تنافسية كمنتج للسلع العالمية. وفي فبراير من هذا العام، وقع المديرون التنفيذيون لأكثر من 100 شركة من الشركات المستخدمة للطاقة بكثرة التي لديها عمليات في أوروبا مثل الشركات العملاقة "ريون تيتنو ألكان" و"أرسيليلور ميتال" و"باسف" و"ثايسن كروب" و"جونسون كونترولز" و"ميرك" على رسالة تدعو صناع السياسات في أوروبا إلى زيادة إنتاج الطاقة من الغاز الطبيعي وتخفيف التكليفات التي فرضوها بشأن خفض انبعاثات الكربون. وأكدت مجموعة الصناعة التي أعدت ما أطلق عليه اسم "البيان" أن هذين الإجراءين سيجعلان الصناعة الأوروبية أكثر تنافسية مع المصانع في الولايات المتحدة.
وأدت زيادة الطاقة المتجددة إلى تأجيج خلافات حادة مثل تلك التي تدور بشدة حول إعادة ارتفاع أسعار النفط والغاز. وتعد الطاقة الشمسية مثالا على ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي