Author

مبادرة الاستثمار ..عندما تتعدد المسارات

|

سألت نفسي صباح هذا اليوم، وأنا أرتشف القهوة، في ردهة قاعة الملك عبدالعزيز للمؤتمرات حيث يعقد مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار": ما الجديد الذي يجلبه هذا المؤتمر؟ عندما بدأ المؤتمر في نسخته الأولى، وكان بالنسبة لي ــ كمتابع ــ حدثا مبهرا، وكنت أحسبه في نسخته الأولى ذراعا داعمة لترويج الجوانب الاستثمارية لبرنامج "رؤية المملكة 2030" وللاستراتيجيات والمبادرات المنبثقة عنها، عبر استقطاب المستثمرين ومديري المحافظ الاستثمارية العالمية الضخمة. وقد لاحظت شيئا من ذلك، وحماس الدول في بيان اهتمامها بـ"رؤية 2030"، وأذكر أن عددا من البلدان رتبت اجتماعات إفطار breakfast meetings لعرض برامجها وجهودها للتعاون لتحقيق "رؤية 2030". وبعد ذلك بدأت تتضح رؤية جديدة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، تشمل الجوانب الاستثمارية لـ"رؤية 2030"، لكنها  أكثر اتساعا وشمولا، رؤية ترتكز ــ فيما أفهم ــ على أن يكون هذا المؤتمر من حيث التأثير الأول عالميا في عالم الاستثمار، ويبدو أنه يسير بخطى واثقة ففي هذه النسخة "2019" تضاعف عدد المسجلين إلى ستة آلاف شخص، ليصبح بذلك أحد أكبر ثلاثة مؤتمرات في مجاله.
لكن ما دفعني إلى طرح السؤال "على نفسي" هو قدر كبير من التحريض أحدثه ملتقى الذكاء الاصطناعي الذي نظمه "معهد مبادرة مستقبل الاستثمار"، تحريض مرده أننا أمام جهود لا بد أن تضطلع بها جامعاتنا وباحثونا، لأكون أكثر تحديدا، لنأخذ ورشة "الصحة والذكاء الاصطناعي" التي أدارها باقتدار رئيس جامعة "كاوست"، وحيث بُذل جهد حقيقي لاستقطاب باحثين عالميين من الصف الأول للتحدث عن جهودهم ذات الطبيعة التطبيقية، التي تضيف قيمة هائلة إلى اقتصاديات أي نظام صحي. ولا أخفيكم أنه مع انتصاف أول عرض، وكان عن الاستخدامات الجينية للذكاء الاصطناعي،  أخذت أتلفت باحثا عن مسؤولينا الحكوميين والباحثين المختصين في جامعاتنا وكذلك قطاعنا الخاص، أين هم؟ الاستخدامات التي تناولها العارضون كانت عملية للحد البعيد، وستوفر علينا أموالا طائلة وترتقي بمستوى رضا العميل. وبالتأكيد غيرها كثير. القصد أن ما طرح في الورشة لا يحلق عاليا بل لصيق بالحياة اليومية لكل منا، ما يعني  التالي: بما أننا في مرحلة تحول عبر "الرؤية"، بما في ذلك منظومتنا الصحية من "الراس إلى الساس" كما نقول بالعامية، فلماذا لا نتحول ــ قدر المستطاع ــ لهذه الأساليب التي تنطوي على توفير كثير من المال والجهد؟ 
.. يتبع

إنشرها