Author

هيئة السوق المالية وخطوات التميز عالميا

|

المرحلة التي تعيشها بلادنا حاليا يمكن تسميتها مرحلة التميز ليس محليا فقط وإنما عالميا.. ومقومات ومؤهلات التميز في شتى المجالات متوافرة لدينا ولذا فقد وضعنا نصب أعيننا بيت الشعر:
ولم أر في عيوب الناس عيبا
كنقص القادرين على التمام
ومن شأن الإيمان والعمل بموجبه على مستوى الأفراد والدول تغيير الحال إلى الأفضل.. وهذا ما تفعله قيادتنا الآن.. ومناسبة هذه المقدمة ما سمعناه من حديث لمحمد بن عبدالله القويز رئيس هيئة السوق المالية أثناء لقائه مع كتاب الرأي يوم السبت قبل الماضي في مقر جمعية "رأي" فقد أكد أن هيئة السوق المالية عملت وتعمل على تحقيق مراكز متقدمة عالميا في مجال الحوكمة وحماية أقلية المستثمرين حيث تقدمت حسب الترتيب العالمي من المرتبة (63) عام 2017 إلى المرتبة (10) عام 2018، وقد أشير إلى ذلك ضمن نشرة البنك الدولي، ما جعل مجلس الوزراء يشيد بهذا الإنجاز والقفزة الكبيرة التي تحققت. ويوم أمس أصدرت الهيئة خبرا يشير إلى أن تقرير التنافسية العالمية أكد تقدم السعودية إلى المرتبة (36) مقارنة بالمرتبة (39) عام 2018، وأشار الخبر أيضا إلى قفزة في تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة، واحتلت السعودية المرتبة الثانية عالميا والأولى عربيا وعلى مجموعة العشرين في مؤشر حوكمة المساهمين.
وتؤكد هيئة السوق المالية أن هذه القفزة في الترتيب جاءت نتيجة عدة إجراءات من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين بالسوق ورفع مستوى الشفافية والإفصاح عن طريق تطوير لائحة الحوكمة للشركات المدرجة في السوق المالية السعودية.. التي كانت تعاني عدم الوضوح في العلاقة بين المساهمين وبين مجلس الإدارة من جهة، وكذلك بين المجلس والإدارة التنفيذية من جهة أخرى. ويمكن القول إن المساهم الصغير في الشركات المساهمة كان معزولا ولا يستطيع الحصول على المعلومات التي تمكنه من المناقشة وطرح الأسئلة الصحيحة في الجمعيات العمومية ولذا،  فضل العزوف عن حضور الجمعيات وأصبح كبار المساهمين مع مجلس الإدارة هم من يتحكمون في القرارات ما أدى إلى عدم سماع صوت صغار المستثمرين.. ووجدت هيئة السوق المالية حلا لهذه المشكلة حينما ألزمت الشركات المدرجة بإتاحة التصويت الآلي للمساهمين، وتعد بلادنا ربما الدولة الوحيدة التي أخذت بهذا القرار العادل والشفاف ما رفع نسبة المشاركة في الجمعيات العمومية للشركات المساهمة 577 في المائة وأدى إلى تعزيز وصول صوت صغار المساهمين.
وتشير هيئة السوق المالية إلى أن التصويت الإلكتروني الذي يقدم للشركات المدرجة في السوق المالية السعودية مجانا يتيح للمساهمين خيارات أكبر لممارسة حقهم في التصويت على بنود الجمعيات العامة والخاصة، ويعد استمرارا لجهود الهيئة الهادفة إلى تنظيم السوق المالية وتطويرها وبالتالي تعزيز الثقة بالسوق المالية التي ستشهد مزيدا من التوسع واحتلال مراكز متقدمة ومميزة عالميا في ظل طرح نسبة من أسهم شركة أرامكو العملاقة.
وأخيرا: إذا وجدت الإرادة لتحقيق التميز وعملت الأجهزة التنفيذية على تنفيذ ما يطلب منها وفق أعلى المستويات، تحققت الأهداف مثلما حصل في تحسين مراكز بلادنا عالميا في مجال التنافسية والحوكمة والشفافية بعمل مميز ومتابعة دائمة من هيئة السوق المالية والأجهزة ذات العلاقة. وعلى جميع الجهات الموكل إليها مثل هذه الأعمال ألا تكتفي بالحد الأدنى من الإنجاز، وإنما وتضع التفوق والتميز هدفا تسعى إلى تحقيقه.

إنشرها