default Author

آن الأوان لدفع الضرائب «3 من 3»

|

لدى اليونان متسع كبير لتحقيق مكاسب إضافية، فاستخدام البطاقات كنسبة مئوية من الاستهلاك الخاص بلغ نسبة أقل بمقدار 14.8 نقطة مئوية عن متوسط الاتحاد الأوروبي عام 2017، وفقا لمؤسسة البحوث الاقتصادية والصناعية في اليونان IOBE. وتشير المؤسسة إلى أن إيرادات ضريبة القيمة المضافة السنوية ستزيد بنسبة 21 في المائة أو 3.3 مليار يورو، إذا ما وصلت اليونان إلى متوسط الاتحاد الأوروبي.
ومع تخفيف ضوابط رأس المال والقيود المفروضة على السحب النقدي، هناك مخاوف من الامتثال الضريبي الذي لا يزال ضعيفا وقد يتأثر سلبا. وقال ممثلو شركة Cardlink في مؤتمر عقد في وقت سابق من هذا العام: إن ربع نقاط البيع الطرفية التي تم تركيبها في عامي 2017 و2018 لا تزال غير نشطة.
ويعزى ذلك لسبب واحد ألا وهو أن كبار السن من اليونانيين والأشخاص الذين يعيشون في المناطق الريفية ما زالوا يفضلون السداد النقدي على عكس نظرائهم الأصغر سنا في المناطق الحضرية. ويقدم المهنيون العاملون لحسابهم الخاص بشكل روتيني خصومات للعملاء الذين يدفعون نقدا وهو اتفاق يسهل إبرامه في خصوصية مكاتب الأطباء أو غرف المحامين. وهذه مشكلة خطيرة لأن العاملين لحسابهم الخاص يشكلون ما يقرب من 30 في المائة من القوى العاملة اليونانية، وفقا للمكتب الإحصائي للجماعات الأوروبية "يوروستات" وهي أعلى نسبة في الاتحاد الأوروبي وضعف متوسط الاتحاد الأوروبي.
ونتيجة لذلك، فإن العبء الضريبي الرئيس كان يتحمله الموظفون والمتقاعدون ذوو الرواتب الذين يسهل إخضاعهم للضرائب، بينما تهربت فئات المشتغلين لحساب أنفسهم الأكثر ثراء نسبيا من شبكة الضرائب، وأسهمت الوعود في تخفيف العبء الضريبي في فوز رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس في الانتخابات في تموز (يوليو).
وفي أول خطاب لميتسوتاكيس في البرلمان حول السياسات، قال إنه لا يمكن للضرائب أن تكون مجرد مصدر للدخل، بل يجب أن تتحول إلى رافعة للنمو، معلنا تخفيضات في الضرائب على الممتلكات ومعدلات الضريبة على الشركات. وأضاف قائلا إن المدفوعات الإلكترونية والفواتير الإلكترونية الإلزامية ومسك الدفاتر من شأنها توسيع القاعدة الضريبية. تحول في الموقف. بالنسبة لأصحاب المتاجر مثل إلياس تسينجاس الذين يعتمدون على الزوار الأجانب فإن المعاملات الإلكترونية ضرورية. فالسياح لا يستخدمون النقود حسب قوله.
يدير تسينجاس، 57 عاما، كشكا في وسط أثينا علی بعد دقائق من مبنى البرلمان وعلى طريق أعضاء الحرس الرئاسي، الذين يسيرون مرتدين ملابسهم الرسمية الفخمة للحراسة خارج نطاق قبر الجندي المجهول. ويبيع تسينجاس في كشكه كل شيء من مناديل الوجه الورقية إلى كرات القدم البلاستيكية، والكشك مزخرف بلافتات باللغة الإنجليزية تعلن أنه يقبل بطاقات الائتمان والخصم المباشر. ومع ذلك من بين اليونانيين فإن السياسيين وموظفي الخدمة المدنية فقط هم المستخدمون المنتظمون لنقاط البيع الطرفية لأنهم بحاجة إلى تبرير النفقات، حسب قوله.
وبالنسبة لبيتسيليس، فإن تغيير هذا النوع من المواقف هو مفتاح النجاح، قائلا إن الوقت قد حان لليونانيين للتنمية والشعور بالمسؤولية الشخصية، وتجذب إغراءات قبول الخصومات في مقابل السداد النقدي بغية جلب الضرائب.
ويقول بيتسيليس "إن من واجبنا جميعا أن نفهم أن مثل هذا العرض يضر بمستقبلنا، ومستقبل أطفالنا ومعاشاتنا التقاعدية، ويؤثر فيما إذا كان طفلنا أو حفيدنا سيجد عملا غدا. لأنه في نهاية المطاف كلنا يدفع الثمن في النهاية".

إنشرها