دخلاء الطب .. إلى متى؟

شاهدت ــ كما شاهد عدد كبير من السعوديين ــ الفيديو الذي جرى تناقله عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لحادثة القبض على إحدى الوافدات من الجنسية العربية، إذ كانت تقوم بعملها كطبيبة استشارية في طب الجلد والتجميل، على الرغم من كونها تحمل شهادة ليس لها علاقة بالطب!
رغم جهود وزارة الصحة الكبيرة لضبط هذه المخالفات، إلا أنها ما زالت منتشرة - بل بشكل كبير - في كثير من العيادات، خصوصا في تخصص الجلدية والتجميل، ذلك لكثرة الطلب عليه، وسهولة ممارسة بعض الجوانب فيه، مثل حقن الفيلر وغيره، إضافة إلى الدخل المادي العالي في هذا المجال. طب الأمراض الجلدية والتجميل هو علم قائم بذاته، يكون فيه الاستشاري قد أمضى ما لا يقل عن سبعة أعوام بعد التخرج في كلية الطب، وقد يكون متخصصا في جزئية معينة كتخصص دقيق، مثل الليزر أو أورام الجلد أو غيرهما. من الخطأ الاعتقاد أن هذا الفرع من الطب هو عبارة عن تجميل وحقن فيلر وغيرها من الإجراءات التجميلية، وهي على الرغم من ذلك ليست بالسهولة التي يتخيلها هؤلاء الممارسون، فهي تحمل عديدا من المضاعفات المحتملة، خصوصا إذا حُقِنَتْ من قبل شخص غير متخصص. فالإلمام بتشريح المنطقة ومعرفة أماكن الأوعية الدموية والأعصاب هي من الأمور الأساسية لإجراء أي حقن تجميلي. قد شاهدت - شخصيا - إحدى الحالات التي تضررت فيها عين المريضة بشكل دائم، بسبب حقن امرأة ليست بطبيبة في الأصل، حيث قامت بحقن المادة التجميلية في داخل العين، وهو أمر لا يمكن أن يقوم به طبيب متخصص في هذا المجال. في اعتقادي أن هناك جانبا مهما يقع على عاتق المرضى، أن يتأكدوا قبل عمل أي إجراء أن من يقوم به طبيب متخصص موثوق، وعدم السعي خلف الإعلانات المضللة للحصول على إجراءات تجميلية بأسعار رخيصة، عبر تعريض أنفسهم لمثل هؤلاء الجهلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي