اتصالات وتقنية

برمجيات خبيثة تختفي بين صفحات الكتب الإلكترونية في موسم العودة للمدارس

برمجيات خبيثة تختفي بين صفحات الكتب الإلكترونية في موسم العودة للمدارس

في ظل التطور التقني والتحول الرقمي الذي يعيشه العالم اليوم، باتت “رقمنة” الأمور والمهام كافة أمرا مهما، خاصة في مجال العمل والدراسة والأنشطة اليومية، وفي الوقت نفسه يبحث قراصنة الإنترنت والمخربون عن أدوات جديدة لتطوير برمجياتهم، إضافة إلى الستار الذي يخفون خلفه هذه البرمجيات الخبيثة التي كان آخرها الكتب المدرسية التي يعتمد عليها الطلاب في دراستهم، حيث تم الكشف أخيرا عن وجود 53531 ملفا من الملفات الخبيثة أو غير المرغوب فيها متنكرة في هيئة مقالات طلابية أو كتب مدرسية جاهزة لاستخدام المدارس والجامعات في أنحاء مختلفة من العالم. وبحسب خبراء “كاسبرسكي لأمن المعلومات”، فقد استخدمت هذه الملفات في الفترة خلال الشهرين الماضيين، خاصة أنها تمثل بداية موسم العودة إلى المدارس في شن 356662 هجوما على 104819 مستخدما، بانخفاض قدره 21 في المائة مقارنة بأرقام العام السابق. وجاءت هذه الأرقام ضمن النتائج الرئيسة التي أوردها تقرير “موسم العودة إلى المدرسة”.
وبينما يجد البعض أن تكلفة كتب الطلبة باهظة، لكنها تبقى جزءا لا مفر منه في أي برنامج تعليمي على مستوى العالم، وهو ما يدفع الطلبة إلى البحث عنها على “الإنترنت” وتنزيلها من مواقع ويب خاصة بالقرصنة أو منتديات استضافة الملفات، بجانب مقالات الطلبة، ومع ذلك، فإن الجهات التخريبية ترغب في استغلال نهم الطلاب للمعرفة والنجاح الأكاديمي في توزيع البرمجيات الخبيثة.
وأخفت هذه الجهات 17755 تهديدا في هيئة كتب مدرسية، في تخصصات متنوعة بينها اللغة الإنجليزية بواقع 2080 كتابا و1213 كتابا خاصا بالرياضيات، تلتها كتب الأدب بعدد 870. وكانت الأغلبية العظمى من التهديدات التي تختبئ تحت ستار هذه الكتب أدوات لتنزيل ملفات مختلفة تراوحت بين برمجيات إعلانات مزعجة ولكن غير تخريبية، وبرمجيات غير مطلوبة، وأخرى خبيثة تهدف إلى سرقة المال.
أما التهديدات المتبقية التي كانت تبلغ 35776 فأُخفيت على هيئة مقالات وورقات عمل طلابية تتناول مواضيع شتى، ولاحظ الباحثون الذين كانوا يراقبون هذه التهديدات من كثب، شيئا غريبا؛ إذ إنه في 35.5 في المائة من الحالات، كانت البرمجية الخبيثة الأكثر شيوعا هي برمجية أطلقت أول مرة منذ ثماني سنوات، وهي نوع قديم من التهديدات لم يعد يُستخدم كثيرا في الوقت الراهن، وجرى توزيع هذه البرمجية بنشاط من خلال ناقل هجوم محدّد تمثل في قطع التخزين عبر USB المحمولة، وتبيّن للباحثين بعد الفحص الدقيق أن البرمجية “تعيش” على أجهزة الحاسوب في مراكز خدمات الطباعة الطلابية، التي ظلت تستخدم غالبا لسنوات طويلة دون تحديثات أمنية منتظمة وتشغّل إصدارات قديمة من التطبيقات، وكانت قد وصلت إلى هناك عبر ما بدا أنه مقالة طلابية تحتاج إلى طباعة.
وقالت “كاسبرسكي” إن الطلبة الذين يحاولون تجنب دفع ثمن الكتب المدرسية والمواد التعليمية الأصلية الأخرى يتيحون أمام مجرمي “الإنترنت” فرصة ثمينة لا تقاوم، مؤكدة أن هذا الأمر بات يتحول إلى مشكلة خطرة تهدد المنشآت التعليمية، وأضافت يمكن أن ينتشر التهديد بسهولة بين حواسيب المدرسة بمجرد إصابة أحد الأجهزة على شبكتها، فليست كل المدارس على استعداد لتنفيذ استجابة فعالة للحوادث، على الرغم من اهتمام المحتالين باستهدافها وحرصهم على استغلال كل فرصة في سبيل ذلك، ولهذا يُعدّ اتخاذ المنشآت التعليمية للتدابير الاحترازية الملائمة مسألة ضرورية.
وأوصى التقرير الطلاب باتباع تدابير حتى لا يقعوا ضحية للبرمجيات الخبيثة التي تركزت في تجنب فتح مرفقات البريد الإلكتروني التي تبدو مشبوهة، أو التي تأتي من شخص أو جهة مجهولين، البحث عن الكتب المطلوبة في المتاجر التقليدية أو في مكتبات إلكترونية موثوق بها، والانتباه إلى امتداد أي ملف يتم تنزيله، فالنسخ الإلكترونية من الكتب الأكاديمية لا تنتهي ملفاتها بالامتداد exe، وتجنب استخدام وحدات التخزين عبر USB مجهولة المصدر، واستخدام حلّ أمني موثوق به مع تهيئته لإجراء فحص تلقائي في كل مرة يتم فيها توصيل وحدة تخزين عبر USB بالحاسوب، إلى جانب، استخدام إصدارات محدثة من أنظمة التشغيل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية