Author

التعليم وتشجيع بناء المهارات لدى الطالب

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية


التعليم اليوم أصبح أحد أهم صور تقدم المجتمعات والشعوب، ومنذ بدايات هذه الدولة المباركة والتعليم أحد أبرز منجزاتها في المجتمع فقد قامت على أساس يتحقق من خلال التعليم وتصحيح المفاهيم في المجتمع، وعملت مع تطورها على استقطاب الكفاءات للارتقاء بالمستوى المعرفي في المجتمع، وقد حقق ذلك أثره في تنمية حقيقية في المجتمع على مختلف المستويات، وما زال العمل مستمرا في العمل على تطوير كل ما يؤدي إلى تحسين العملية التعليمية، وكل مسؤول يأتي إلى هذه المؤسسة يضع في أعلى أولوياته تطوير العملية التعليمية، ونظرا لأهمية هذا القطاع فإن العالم يتطور فيه بشكل مستمر والنجاح في مجال التعليم ينعكس على جميع القطاعات في البلاد، ولذلك من المهم التنويع في وسائل التعليم والاستفادة من التجارب المختلفة في هذا المجال ومن المهم أيضا العمل على بناء المهارات لدى الطلاب.
بناء المهارات اليوم أصبح حاجة ملحة وله أهمية كبيرة لتهيئة الطلاب لسوق العمل وزيادة قدرتهم على التعلم مستقبلا. من المهم عدم الاعتماد فقط على المقررات الرئيسة، حيث إنها مع أهميتها فإن لدى الطالب حاجة إلى أن يختار مجموعة من المهارات الإضافية لتعلمها، وقد يكون من الصعب إضافة مجموعة من المقررات لدراستها بشكل إلزامي لكن يمكن أن تكون هناك مجموعة من الخيارات للمهارات يختار بينها الطالب ما يناسبه لينمي بها مهاراته، وتكون هذه البرامج عبارة عن مادة تعليمية متكاملة يمكن أن يتم تقديمها من خلال شراكات مع مؤسسات تعليمية مختصة أو من خلال الشراكات مع الجامعات المحلية أو العالمية وهذه البرامج قد تكون متاحة بعد انتهاء وقت دراسة المقررات المعتادة مثلا وهي مشابهة للفترات الإضافية التي تقدمها المدارس الخاصة، حيث إن بعضها يقدم بشكل يومي فترة أو اثنتين إضافة إلى المقررات التي تقدمها المدارس الحكومية من أجل تقديم قيمة مضافة للطالب مقابل ما يدفعه من رسوم دراسية وهذه البرامج يمكن أن تكون بمقابل، أو برسوم تغطي تكلفتها أو من خلال دعم يقدم من قبل مؤسسات قطاع خاص أو قطاع غير ربحي خصوصا للطلبة الذين يجدون صعوبة في تغطية تكاليف هذه البرامج من قبل أولياء أمورهم.
اختيار تلك البرامج ينبغي أن يكون بناء على الاتجاه العالمي فيما يتعلق بالاحتياج المستقبلي للمهارات التي يحتاج إليها الإنسان إضافة إلى العناصر التي ركزت عليها "رؤية المملكة 2030"، ومن المهم أن يكون فيها تنوع، حيث توجد لدى الطالب اهتمامات مبكرة بمجال معين بدلا من أن يكون الطلاب جميعهم في مسار واحد إلى أن ينتهوا من مرحلة التعليم العام، ومن الممكن ملاحظة أنه خلال مثل هذه البرامج يمكن بناء هوايات لدى الطلاب مبكرا خصوصا عندما تكون مثل هذه الهوايات تحظى باهتمام عام من خلال مسابقات محلية أو دولية على سبيل المثال وستجد أن الطالب يهتم بها بصورة أكبر، ما يوجد لديه شغفا لتطوير مهاراته فيها.
مثل هذا البرنامج يمكن أن يكون له أثر إيجابي في المعلمين والعاملين في قطاع التعليم، حيث إن المعلم سيعمل على أن تكون لديه المهارة في التدريب في تلك المجالات، ما يزيد فرصه لتدريب مجموعة من الطلاب وتحقيق دخل إضافي من خلال التعاون مع مراكز التدريب للتعاون كمدرب أو في الخدمات المساندة لهذه البرامج، ويمكن لوزارة التعليم بالتعاون مع وزارتي العمل، والخدمة المدنية تنظيم ذلك، حيث لا يؤثر في عمل المعلم الأساس ويشجع المعلم على تطوير مهاراته بصورة مستمرة.
هذه البرامج تحتاج إلى تقييم مستمر للنظر في أثرها، حيث يتم الاستمرار فيما يحقق منها أثرا جيدا في الطالب، أما ما لم يحقق منها الأثر الجيد فيمكن إعادة النظر فيه إما بتطويره أو إلغائه واستبداله ببرامج أكثر فائدة وإضافة للطالب.
الخلاصة: إن تطوير العملية التعليمية يتطلب أن تكون هناك مرونة من خلال إتاحة برامج إضافية للطلاب لمن لديه الرغبة في تطوير مهاراته على غرار ما تقدمه بعض المؤسسات التعليمية في القطاع الخاص، وذلك بغرض تطوير مهارات الطلاب وإتاحة الفرصة لهم للتعلم واختيار المجالات التي يرغبون في التميز فيها خصوصا في ظل التطور الكبير في مجال التعليم وتطور متطلبات قطاعات التوظيف وحاجة الطالب إلى أن يواكب تلك الاحتياجات مستقبلا.

إنشرها