مطالب بزيادة حجم التشجير في المشاعر المقدسة أو ابتكار بدائل

مطالب بزيادة حجم التشجير في المشاعر المقدسة أو ابتكار بدائل

طالب مختصون في الشأن البيئي، بزيادة حجم التشجير في المشاعر المقدسة بمكة المكرمة (عرفة ومنى ومزدلفة)، وإجراء دراسات وبحوث لابتكار بدائل للتشجير في المشاعر، وتحسين بعض الاستخدامات التي ترفع درجة الحرارة، مؤكدين ضرورة استغلال المنطقة المحيطة بعرفات وتحويلها إلى غابة خضراء لتصبح حديقة يستفيد منها سكان العاصمة المقدسة طوال العام، ودراسة طبيعة منى التي تتميز بمساحة محددة، وابتكار منتجات بديلة من التشجير.
ودعا الدكتور تركي محمد حبيب الله أستاذ العلوم البيئية والصحية بمعهد خادم الحرمين الشرفين لأبحاث الحج والعمرة، إلى ضرورة زيادة حجم التشجير بمنطقة المشاعر بمكة المكرمة، وقال: التشجير مطلب أساسي لما له من فوائد مباشرة وغير مباشرة، حيث يؤدي الى خفض درجة الحرارة، كما تعد الأشجار فلترا طبيعيا لتنقية الهواء من السموم وامتصاصها وحماية المنطقة من الغبار، إضافة إلى توفير الظل.
وحول آلية تشجير المشاعر، قال حبيب الله لا بد من زيادة تشجير المنطقة المحيطة بعرفات من جميع الجهات خاصة أنها منطقة قابلة للزراعة وتحويلها إلى غابة وحديقة عامة يستفيد منها سكان المنطقة طوال العام، ويستفيد منها حجاج بيت الله في موسم الحج، مشيرا إلى أن عرفات تعد منطقة منخفضة الحرارة مقارنة بالمشاعر الأخرى، نظرا لوجود تشجير بها، إضافة إلى الرياح الآتية من جبال الهدا، لكنها تحتاج إلى تشجير إضافي للاستفادة، وفيما يخص مشعر منى فإنه يتطلب ابتكار أفكار أو آليات للتعويض عن التشجير وتحسين بعض الاستخدامات بالمنطقة، خاصة أن المنطقة يحيطها جبل سعد ويعد أكبر جبل بالمنطقة، علاوة على عدة أمور تزيد من درجة الحرارة والتلوث بالمنطقة تتصدرها المركبات، حيث إنها تزيد من درجة الحرارة، إضافة إلى استخدام أنواع من المكيفات في بعض المخيمات تزيد من درجة الحرارة. وطالب حبيب الله في الوقت ذاته بضرورة العمل على تحسين الاستخدامات والنظر إلى إيجاد بدائل، مثل إنشاء ترام داخلي عوضا عن المركبات التي ترفع الحرارة، ومنع استخدام مكيفات معينة، والعمل على توفير مكيفات وتهوية بديلة، وزيادة الرشاشات المائية وعمل تهوية للهواء عبر برنامج ذكي يقيس درجة حرارة الجو والرطوبة، فعند زيادة الرطوبة تعمل التهوية، وعند زيادة درجة الحرارة تعمل الرشاشات، أسوة بنظام الرشاشات والتهوية في الحرمين المكي والمدني، وكذلك تشجير المناطق غير المستفاد منها في منى، مع البحث والدراسة للعمل على خفض درجة الحرارة.
واتفق الدكتور عبدالله السباعي رئيس قسم البحوث البيئية والصحية بمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، مع الدكتور تركي حبيب الله، حول ضرورة رفع حجم التشجير في المشاعر، وعمل دراسات وبحوث في هذا الصدد، وقال: عدم وجود المساحات يحول دون تشجير المنطقة ويجعله من الأمور الصعبة، ولكن لا يمنع من البحث حول ابتكار أفكار غير تقليدية لتطويرها، ويعمل المعهد على مشروع المخيم الأخضر الذي بدأ منذ عشر سنوات لتحويل المخيمات بشكل تدريجي إلى مخيمات خضراء صديقة للبيئة، وأطلقنا مبادرات عديدة منها تدوير النفايات وترشيد استهلاك المياه واستخدام المطهرات صديقة البيئة وغيرها من المبادرات لتحويل المخيمات إلى مخيمات خضراء تدريجيا.
من جانبها، أوضحت أمانة مكة المكرمة أن محدودية المنطقة في مشعر منى تحول دون تشجيرها، حيث تفرض هذه المحدودية توفير واستغلال جميع المناطق للحجاج، حتى يستطيع كل حاج الحصول على المساحة المحددة له، ولكن رغم ضيق الأماكن في المشعر إلا أن الأمانة حرصت على تشجير المداخل والمخارج بمنى وجميع المساحات التي لا يمكن الاستفادة منها، لافتة إلى أن عدد الأشجار حول مشعر عرفات يبلغ 600 ألف شجرة، مزروعة لخدمة ضيوف الرحمن، وفيما يخص مزدلفة فإن الحجاج يلجأون إلى مزدلفة بعد غروب الشمس ويخرجون منها قبل الشروق، وهو أمر لا يتطلب تشجيرها.

الأكثر قراءة