جازان .. موطن لـ 70 نوعا من الطيور المهاجرة
تمتاز منطقة جازان بموقع جغرافي مهم جعلها إحدى المحطات المعروفة على مستوى العالم المسجلة لهبوط كثير من أنواع الطيور المهاجرة، التي تصل إلى أكثر من 70 نوعا، حيث أسهم تنوع تضاريس المنطقة وتنوع طبيعتها واعتدال مناخها السنوي في هجرة كثير من الطيور بأشكالها وأحجامها المختلفة.
وتشهد سهول جازان وسواحلها هبوط أسراب كثيرة من أنواع الطيور النادرة التي وجدت في المناطق الزراعية والجزر موطنا مؤقتا لها، إلى جانب وادي الدحن والغابات الشرقية ووادي لجب وجبال بني مالك التي تعد بيئة طبيعية لاستيطان وهجرة الطيور وبناء أعشاشها وتكاثرها، حيث تتميز بغزارة أشجارها وارتفاعاتها الشاهقة، فيما ساعد جريان الأودية في تشبعها ونموها.
وتعد سواحل منطقة جازان كذلك محطة مهمة لكثير من أنواع الطيور المهاجرة خاصة في فصل الشتاء ما بين شهري نوفمبر وفبراير حيث يمكن مشاهدة كثير من أسراب الطيور التي اعتاد أهالي المنطقة على مراقبتها سنويا، إلى جانب وجود طيور أخرى في مواقع كثيرة مثل بحيرة سد وادي جازان وبحيرة سد وادي بيش.
وأسهمت وفرة البيئات الطبيعية المتنوعة في منطقة جازان في احتضان المنطقة كثيرا من أنواع الطيور المقيمة والمتوطنة والمهاجرة والعابرة والزائرة صيفا، حيث يعد النورس ذو العينين البيضاوين من أنواع الطيور المقيمة والمتزاوجة والموجود طوال العام، إلى جانب الشادي والعصفور الذهبي من أنواع الطيور المتوطنة في المنطقة، وكذلك أنواع أخرى من الطيور الزائرة صيفا وهي التي تصل للمنطقة في فصل الصيف وتبقى ليكتمل التزاوج ثم تغادر في فصل الخريف ومنها صياد السمك رمادي الرأس.
ووفقا للدكتور زراق بن عيسى الفيفي المشرف على مركز البحوث والدراسات البيئية في جامعة جازان فإن أكثر من مليون ونصف المليون نوع من الطيور الحوامة المهاجرة تعبر مسار البحر الأحمر الذي يعد من أضخم مسارات الهجرة في العالم حيث يربط بين مواقع التعشيش في أوروبا ومناطق التشتية في إفريقيا للطيور المهاجرة.
وأشار إلى أن ذلك المسار يشمل منطقة وادي الأردن وصولا إلى سورية ولبنان والأردن وفلسطين، وبعد ذلك ينقسم إلى ثلاثة أقسام من خلال ممرين يعبران من خلال خليج السويس حيث يمر أحدهما من أسفل وادي النيل والآخر من الساحل الغربي للبحر الأحمر "مصر والسودان وإريتريا وإثيوبيا وجيبوتي"، ويتبع الممر الثالث الساحل الشرقي للبحر الأحمر "السعودية واليمن" مرورا بالطرف الجنوبي لمضيق باب المندب ومنطقة جازان ليتصل مرة أخرى مع الممرين الآخرين قبل استكمال الرحلة جنوبا إلى شرق إفريقيا.