Author

تحديات الولاء المؤسسي

|


تشكل صناعة الولاء المؤسسي أهمية متزايدة في عالم الإدارة وتحديات التنافسية المتسارعة في عالم المال والأعمال وقد زادت أهمية الولاء المؤسسي مع تغير بيئة الأعمال الدولية، ويعد كثير من الخبراء الولاء المؤسسي ميزة أساسية لنجاح المنظمات. حيث يمتد تأثيره إلى ما هو أبعد من زيادة أو نقص الإنتاجية العامة للمنظمة، إلى التأثير في ولاء العملاء للمنظمة، وينعكس بصورة كبيرة على رضا العملاء وولائهم للعلامة التجارية، وينتهي بالتأثير في حصة المنظمة في السوق.
وقد أصبحت صناعة الولاء منهجا وطريقة حياة بالنسبة للشركات التي تسعى إلى تأسيس قاعدة صلبة من العملاء، فيتجه اهتمامها إلى تنمية ولاء العاملين بها كخطوة أولى نحو الاحتفاظ بولاء العملاء. فمعدلات الاحتفاظ بالعملاء ليست أرقاما فارغة، بل هي المعيار الذي يكشف مستوى الأداء الحقيقي للشركة.
وقد ساد هذا المفهوم أخيرا وهو نموذج إداري مختلف عن النماذج السائدة التي كانت تركز سابقا على الاهتمام بتحقيق الربح، لكن الربح ليس كافيا لاستمرار المنظمات بقوة التفوق والمنافسة، وإنما الهدف هو صنع القيمة المتفوقة وتقديمها للعميل أولا، ثم تحقيق الربح ثانيا.
ويدرك القادة المتفوقون أهمية الولاء، باعتباره يزيد من القيمة التنافسية للمؤسسة، ويسهم في تقليل تكلفة التوظيف والتدريب، حيث إن الموظفين الأقل ولاء عادة ما يتركون الشركات التي يعملون فيها، وهذا يكلف هذه المنظمات كثيرا من الوقت والجهد والمال من أجل البحث عن بديل.
ويرى المهتمون أن تحديات الولاء المؤسسي لأي منظمة تتمثل في تحقيق مجموعة من المتطلبات أهمها الرضا المالي، ثم التدريب وتوفير بيئة تعليم جيدة. ومسار وظيفي واضح مرتبط بالتقييم العادل للأداء، والتحسين المستمر لظروف العمل. وإذكاء الرغبة في التعلم والتدريب من أجل اكتساب معارف ومهارات جديدة وتمكين الموظف من استغلال مهاراته بحرية ومرونة وفق ضوابط العمل، ويشير "جيمس لوكاس" أحد أهم منظري صناعة الولاء المؤسسي إلى أن من أهم طرق تنمية الولاء المؤسسي. الاستحواذ على القلوب حيث تأتي أعلى مستويات الأداء من القلوب المفعمة بالحب والعاطفة. فإذا استطاعت المنظمة أن تصل إلى قلوب موظفيها، تستطيع أن تقدم أرقى مستوى أداء يمكن تحقيقه. ويستدل على ذلك بنظريات متعددة لعلماء النفس الذين يؤكدون بوضوح أن إهمال العاملين وتجاهلهم يعزز لديهم شعورا سلبيا بالعزلة والاغتراب يسهم في تحطم المعنويات، ويؤصل جذور اللامبالاة ، بعكس الولاء المؤسسي الذي يكوِّن شعورا إيجابيا يسهم في إنجاز المسؤوليات ويتخطى الخلافات ويعزز الشعور بالتلاحم والانتماء.
ومن ير واقع كثير من المؤسسات لدينا اليوم يدرك أنها تواجه صعوبات في تعزيز صناعة الولاء المؤسسي وبالتالي تخسر كثيرا من مواردها البشرية وخدماتها لمصلحة مؤسسات تهتم بهذا الجانب ولا أعرف كيف تستثمر مؤسسة ملايين الريالات في تدريب وتوظيف كوادرها ثم لا يكملون العام معها بفعل موجات التسرب الوظيفي وغياب الولاء المؤسسي.

إنشرها