الأرباح الفصلية للشبكات الاجتماعية تتجاوز جميع التوقعات

خالفت شبكات التواصل الاجتماعي كل نتائج التحليلات والتوقعات التي أشارت إلى أنها ستواجه وقتا عصيبا خلال الربع الأول من العام الجاري من حيث تحقيقها أرباحا، وذلك في ظل مواجهتها لقضايا انتهاكات الخصوصية والتعطل المستمر والقيود، التي فرضت عليها بعد دخول قانون حماية البيانات GDPR في الاتحاد الأوربي، إلا أن الشركات المالكة للشبكات الاجتماعية "تويتر وفيسبوك وسناب شات" قد قفزت بأرباح فاقت التوقعات.

"تويتر"
وأعلنت شركة تويتر نتائج أعمالها للربع الأول من العام الجاري 2019، حيث حققت صافي دخل وصل إلى 191 مليون دولار، بينما بلغت الإيرادات 787 مليون دولار، بزيادة بنسبة 18 في المائة، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، لكنها تشكل انخفاضا ربع سنوي قدره 14 في المائة تقريبا، بعد تحقيقها إيرادات قياسية بلغت 909 ملايين دولار في الربع الأخير من العام الماضي.
وكانت "تويتر" قد حذرت المساهمين في الربع الأخير من العام الماضي من أنها تتوقع انخفاضا في إيرادات الربع الأول من العام الحالي، إلى ما بين 715 مليون دولار و775 مليون دولار، بينما قدر المحللون أن إيراداتها ستصل إلى 774 مليون دولار، ما جعلها تتفوق على توقعات المحللين.
وقالت إن عدد المستخدمين النشطين شهريا قد ارتفع إلى 330 مليونا، بزيادة عن 321 مليونا خلال الربع السابق، لكن شكل هذا الرقم انخفاضا قدره ستة ملايين مستخدم، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي.
وكشفت المنصة سابقا عن نمو عدد المستخدمين النشطين يوميا "الذين يحققون دخلا لها" خلال عام 2018، من 120 مليونا، إلى 126 مليونا، وأفادت أخيرا أن هذا الرقم قد ارتفع بنسبة 11 في المائة، على أساس سنوي، أي إلى 134 مليون مستخدم في الأشهر الثلاثة الماضية من هذا العام.
ومن حيث الأسواق، فلا تزال الولايات المتحدة أكبر سوق لـ"تويتر" من حيث الإيرادات، إذ استحوذت الولايات المتحدة على 432 مليون دولار، أو 55 في المائة من إيرادات "تويتر"، وبلغت الإيرادات الدولية 355 مليون دولار، وبالنسبة لـ"تويتر" تعد الولايات المتحدة محركا رئيسا لنمو إيراداتها، حيث ارتفعت الأرقام بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي، في حين ارتفع الرقم الدولي بنسبة 11 في المائة فقط، كما واصلت اليابان تمثيل ثاني أكبر سوق لـ"تويتر"، مع مساهمتها بمبلغ 136 مليون دولار من إيرادات الربع الأول.
وتشكل الإعلانات المصدر الرئيس لدخل "تويتر"، إذ قدمت الإعلانات 679 مليون دولار، أي ما يقارب 86 في المائة من عائداتها في الربع الأول، البالغة 787 مليون دولار، وارتفعت إيرادات الإعلانات بنسبة 18 في المائة.
كما أوضحت الشركة أنها تتوقع انخفاضا في الإيرادات إلى ما بين 770 مليون دولار و830 مليون دولار للربع الثاني من العام الحالي.

"سناب شات"
من جانبها، أعلنت شركة Snap المالكة لتطبيق التراسل المصور "سناب شات" أن عروض "سناب شات" الأصلية، وإطلاق نسخة جديدة كليا من التطبيق لنظام أندرويد أثمرا تحسنا في الأداء وإضافة مستخدمين حديثين لأول مرة في الأشهر التسعة الأخيرة، فقد قفزت الإيرادات الإجمالية بنسبة 40 في المائة تقريبا، أي إلى 320.4 مليون دولار في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالعام السابق، إذ تمكنت "سناب" من كسب مزيد من إيرادات الإعلانات من كل مستخدم.
ويعتقد أن نمو الإيرادات كان ثمرة أشكال الإعلانات الجديدة، مثل: الإعلانات التجارية غير القابلة للتخطي في برامجها الأصلية، والموجودة في صفحة استكشف Discover، وهي لوحة على التطبيق تعرض محتوى الناشرين، إلى جانب محتوى المشاهير.
وقالت الشركة إن عدد مستخدمي "سناب شات" النشيطين يوميا ارتفع إلى 190 مليونا في الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بـ186 مليونا في الربع الرابع من 2018، لكنه ظل أقل من عدد المستخدمين خلال الربع الأول من 2018، حين كان يتجاوز 191 مليون مستخدم.
وفي محاولة لزيادة الوقت، الذي يقضيه المستخدمون في تطبيقها، أطلقت "سناب"، التي تواجه منافسة شديدة من خدمة "انستجرام" المملوكة لشركة فيسبوك، أكثر من 50 عرضا أصليا خلال الربع الأول فقط.
ويحسب لـ"سناب شات" أخيرا إطلاق النسخة الجديدة كليا من تطبيق خدمة "سناب شات" لنظام التشغيل أندرويد، وذلك بعد أشهر من إعادة بنائه من الصفر؛ لتقديم تجربة ترقى إلى تجربة النسخة الخاصة بنظام التشغيل آي أو إس من التطبيق.

"فيسبوك"
أما شركة فيسبوك، التي رأى الجميع أنها واجهت وقتا عصيبا خلال الأشهر الماضية من حيث المشكلات والقضايا، فقد أعلنت رغم ذلك تحقيقها أرباحا في الربع الأول من هذا العام بالرغم من أنها خصصت مليارات من الدولارات لغرامة مرتقبة بسبب انتهاكات تتعلق بالخصوصية، حيث حققت أرباحا بلغت 2.4 مليار دولار، أقل بنسبة 51 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي، كما وصلت عائداتها إلى 15.1 مليار دولار بارتفاع يقدر بنسبة 26 في المائة، وجاء ذلك مع وصول عدد المستخدمين الفاعلين نهاية آذار (مارس) 2.38 مليار مستخدم، بزيادة بنسبة 8 في المائة عن العام الماضي. ويذكر أنه من المتوقع أن فرض غرامة مالية على الشركة تراوح بين ثلاثة وخمسة مليارات دولار بسبب ممارسات متعلقة ببيانات المستخدمين، من قبل لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية.