السندات وخطة الاستدامة في أسواق رأس المال «2 من 2»
إن أول تقرير للبنك الدولي عن تأثير السندات الخضراء بات معترفا به على نطاق واسع من قبل السوق كمعيار ونموذج لتقييم الأثر. من بين مصدري السندات الخضراء الآخرين شركات ومصارف من الأحجام كافة ومن شتى البلدان. جميع المصدرين يقيسون ويتتبعون ويقيمون الأثر الاجتماعي والبيئي لاستثماراتهم. "فاني ماي" هي أكبر مصدر للسندات الخضراء في عام واحد من حيث الحجم. في السنة الماضية، أصدرت فيجي أول سند أخضر سيادي تصدره سوق ناشئة. لدى كل مصرف ينشط في أسواق رأس المال العالمية موظفون مكرسون لتمويل السندات الخضراء والمستدامة. معايير الإقراض الخضراء يتم دمجها في القروض. هناك طائفة من شركات الاستشارات والتحقق، تشمل وكالات التصنيف الائتماني وأخرى مما توفر المعلومات للمستثمرين وتدعم مصدري السندات. وقد تم توسيع فكرة السندات الخضراء لتشمل مجالات أخرى مثل السندات الاجتماعية والسندات الزرقاء. "قد لا يتمكن جيلنا من حل جميع المشكلات المتعلقة بتغير المناخ، لكن يمكننا أن نضطلع بدورنا لنترك كوكبا أفضل للأجيال المقبلة". كيف يمكن للسندات الخضراء أن تساعد في التصدي للتغيرات المناخية؟ كما أنها تبرز القيمة الاجتماعية لاستثمارات الدخل الثابت والحاجة إلى التركيز الأشد على الشفافية.
وعن المناخ، فإننا نحتاج إلى تحرك جريء إزاء تغير المناخ، وهذا يفضي بنا إلى اختيار بسيط؛ أن نواصل العمل كالمعتاد ونأمل في الأفضل، أو نتحرك الآن ونبني مستقبلا قادرا على الصمود. قد لا يتمكن جيلنا من حل جميع المشكلات المتعلقة بتغير المناخ، لكن يمكننا أن نضطلع بدورنا لنترك كوكبا أفضل للأجيال القادمة.
عشر سنوات مرت سريعا تطورت أسواق رأس المال من سوق عركها المستثمرون ولم يهتموا كثيرا بما تدعمه استثماراتهم، إلى أسواق باتت الغاية فيها أهم من ذي قبل. ونتيجة لذلك، هناك الآن سندات اجتماعية جديدة وسندات زرقاء، وسندات أخرى لجمع التمويل مكرسة لأغراض إنمائية معينة. كلها تحاكي نموذج السندات الخضراء بتركيزها على إعداد تقارير عن الأثر. أكثر من 500 مليار دولار من هذه السندات المتخصصة تم إصدارها منذ عام 2008. كما قالت هايكا رايشلت، مدير إدارة علاقات المستثمرين والمنتجات الجيدة لدى البنك الدولي، "المستثمرون يريدون استثمارا تنافسيا، لكننا نرى أن هناك مستثمرين أكثر يرغبون في وضع أموالهم في مواضع يكون لها تأثير إيجابي يمكن قياسه".
اهتمام المستثمرين بالأهداف الاجتماعية والبيئية لاستثماراتهم يعكس تحولا جوهريا في أسواق السندات. فالمستثمرون يعون قدرتهم على دعم المبادرات التي يهتم بها المعنيون، وليسوا مضطرين إلى التخلي عن العائدات. ويريدون أيضا البيانات التي تظهر أنهم يتصدون للعوامل البيئية والاجتماعية، وتلك المتعلقة بالإدارة العامة - ولا سيما أنهم يتفهمون بشكل متزايد أنه إضافة إلى إيجاد قيمة اجتماعية، فإنهم أيضا يخففون المخاطر على استثماراتهم. مصدر السندات الذي يتمتع بممارسات أكثر ديمومة سيكون مستثمرا أفضل بشكل عام. المصدرون يشاركون المستثمرين ليبينوا كيف أن السندات تتيح الفرص لجني عائدات مالية واجتماعية.
المستثمرون ينظرون لما وراء السوق الضيقة للسندات المتخصصة لكي يفهموا كيف يستخدم المصدرون استثماراتهم. هذه السوق هي أكبر بكثير - فالبنك الدولي وحده يصدر سندات إنمائية مستدامة بـ 50 مليار دولار لأغراض الإقراض الإنمائي. وقد قامت هذه الثورة بفعل السندات الخضراء. والصورة الكبرى هي لمواصلة الثورة وقوة الدفع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. وسيستمر الهيكل والتقارير الخاصة بالسندات في مزيد من التطور، ويوما ما سيسأل كل مستثمر "ما تأثيري؟" وسيتوقع الحصول على إجابة في شكل بيانات واضحة ومقنعة.