منتدى مسك للإعلام: منصات التواصل الاجتماعي قادرة على قيادة الرأي العام
اتفق المتحدثون المشاركون في فعاليات منتدى مسك للإعلام في دورته الأولى تحت شعار "التشجيع على الإبداع"، أن منصات الإعلام المختلفة أسهمت في تغيير أساليب الحياة ونقل التجارب والأفكار وتعزيز التواصل واستكشاف الفرص المتاحة أمام الشباب المبدعين، مؤكدين أن وسائل التواصل الاجتماعي قادرة على قيادة الرأي العام.
وشارك في المنتدى الذي أطلقه مركز المبادرات في "مسك الخيرية"، وانطلقت فعاليات دورته الأولى في الرياض، أمس، تحت شعار "التشجيع على الإبداع"، 47 متحدثا مهتما بالشأن الإعلامي من 13 دولة حول العالم.
وأكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أهمية توظيف الإعلام في التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار، داعيا الشباب السعودي إلى الدفاع عن وطنهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، كونهم خط الدفاع الأول.
وشدد الفيصل على ضرورة الحفاظ على القيم التي تميز المجتمع، والمحافظة عليها، وحمايته من الأفكار الدخيلة عليه التي لا تتناسب مع قيمه، مشيرين إلى أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال، منع أي معلومة في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الفيصل خلال مشاركته في الجلسة الأولى من منتدى مسك للإعلام، بعنوان "توظيف الإعلام في التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار"، إن المملكة منذ نشأتها، وهي تعاني حروبا ضدها بسبب اختلاف المنهج، والمبدأ والدين، مضيفا أن "قادة هذه البلاد بدءا من الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهم يسيرون وفق نهج واضح قويم، دستوره كتاب الله وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم".
وأضاف "إننا لا يمكن في وقتنا الحاضر منع المعلومة أيا كان مصدرها، فهناك تسريبات ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع، ومسألة السيطرة على المعلومات أمر صعب جدا، والأفضل أن يتم وضع قوانين لمن يدلي بمعلومات، وتسريبات مضللة".
وحذر من خطورة التعاطي مع الإعلام من دون التثبت والتحقق من صدق المعلومة، مشيرا إلى الخطر الكبير وما تسببه الحروب السيبرانية التي تؤدي إلى ما هو أسوأ من ناحية التدمير.
وأبدى الفيصل استعانته بـ"تويتر" لمعرفة الأخبار العاجلة، وقال: "لدي حساب مستعار، وأبدأ يومي صباحا بقراءة الصحيفة المطبوعة، وأتصفح «تويتر» مرتين في اليوم لمطالعة الأخبار من خلال حساب مجهول ولن أكشف عنه".
ودعا وزارة الإعلام إلى بذل مزيدا من الجهد لإعطاء الصورة الحقيقية عن المملكة، مضيفا "نحن الآن نسير على الطريق الصحيح، والانفتاح على العالم، كما أننا قمنا ولا نزال نوجه الدعوات للعالم قاطبة حتى يأتوا ويروا المملكة والمجتمع على صورته السمحة الحقيقية، ونحن بهذا الصدد أقمنا البرامج المختلفة، واستضفنا الشباب من مختلف أنحاء العالم، ووجهنا الدعوات لهم، لحضور المهرجانات المختلفة التي تقام على أرض المملكة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان شتاء طنطورة الناجح بكل المقاييس".
من جانبه، أوضح علي الرميحي وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية؛ أنه لا يوجد بلد تعرض لحملة تشويه مثلما تعرضت له المملكة، مبينا أنه "إذا أردنا أن نعرف من يوجه الرأي العام، علينا الاستثمار في مراكز الدراسات".
وأشار الرميحي خلال جلسة حوارية بعنوان "من يصنع الرأي العام؟" إلى أن التعاطي مع وسائل الإعلام الرقمي بشفافية ووضوح يمهد الطريق للحكومات والمسؤولين لتوجيه الرأي العام.
وتابع، أن "الفضائيات العربية وصل عددها إلى 1200 فضائية عربية؛ 86 في المائة منها قنوات خاصة، ولا توجد في وطننا العربي مؤسسات تقيس الرأي العام، فاتجاهنا لمراكز دراسات أجنبية غير مجد"، مؤكدا أنه يجب الوعي بأن هناك مؤسسات تهدف إلى تقويض الأمن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي.
بدوره، قال الإعلامي عماد الدين أديب "نحن في أزمة حقيقية لوجود مسافة كبيرة ما بين الحقيقة والانطباع، ونحن نعيش في عالم الانطباع فيه يسبغ الحقيقة".
وبين أنه "على الرغم من أن 64 في المائة من المجتمع العربي هم من الشباب الموجودين على منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن أزمة العالم العربي تكمن في ضعف التسويق السياسي على هذه المنصات، حيث إنه لم يعد ممكنا مراقبة العقول وصنع الرأي العام، ومن الأفضل التعامل مع الفكر بدلا من فرض العقوبات، وإن لم نتصد للهجمات في لحظتها الأولى سيأتي من يستغل وقت انتظارك".
إلى ذلك، أكد عضوان الأحمري رئيس تحرير صحيفة "إندبندنت عربية"، أن تلفيق الأخبار الكاذبة وصناعة أخبار "الفيك نيوز" ليس سمة للإعلام العربي، كما يروج له منذ الربيع العربي، مشيرا إلى تورط كثير من الصحف العالمية بمثل هذه الأخبار من "نيويورك تايمز" الأمريكية و"دير شبيجل" الألمانية ذات المصداقية العالية.