خدمة جديدة تسمح للمستخدمين بمعرفة البيانات التي تجمعها التطبيقات الذكية
يملك كل تطبيق ذكي يتم تحميله على الهاتف صلاحيات مختلفة تعطى له بحسب حاجته للوصول إلى موارد وخدمات الهاتف كالميكروفون أو ذاكرة التخزين أو الكاميرا والصور وغيرها من موارد الهاتف ومصادر المعلومات لتنفيذ المهمة المطلوبة منه، إلا أن عديدا من التطبيقات تطلب صلاحيات إضافية لا تدخل في نطاق مهامها، ودفع هذا الأمر المعهد الدولي لعلوم الكمبيوتر ICSI في بيركلي بولاية كاليفورنيا، وهو منظمة أبحاث مستقلة غير ربحية إلى إجراء دراسة خاصة بالتطبيقات توصلت من خلالها إلى أن أكثر من 18 ألف تطبيق أندرويد يمكنها إنشاء سجلات دائمة للمستخدمين، حتى عندما يحاولون إيقاف التتبع، ما يعني أن إيقاف تتبع المعلنين لمستخدمي أندرويد ليس واقعا.
وكشفت الدراسة أن عديدا من التطبيقات الشائعة يمكنها متابعة أنشطة الإنترنت حتى عند محاولة استخدام عناصر التحكم بالخصوصية في أندرويد لإيقافها، وتعمد التطبيقات المعنية إلى جمع معرف الإعلانات الرقمي من هاتف المستخدم كطريقة لعرض الإعلانات الموجهة، وفي حال كان المستخدم يريد إلغاء الاشتراك، فكل ما عليه فعله هو الانتقال إلى إعدادات الهاتف وإعادة تعيين معرف الإعلانات، لكن الدراسة أوضحت أن عديدا من التطبيقات الشائعة تفعل ما هو أكثر من مجرد جمع معرف الإعلانات الرقمي من هواتف أندرويد، حيث إن التطبيقات تجمع معرفات أخرى، مثل الرقم التسلسلي للجهاز ورقم IMEI ومؤشرات أخرى للأجهزة أو الشبكات، التي لا يمكن إعادة تعيين أي منها.
نتيجة لذلك، لا يزال بإمكان التطبيقات تحديد الجهاز، حتى إذا قرر المستخدم إعادة تعيين معرف الإعلانات، ويبدو أن جمع البيانات ينتهك سياسات المطورين الخاصة بشركة جوجل، التي تمنع التطبيقات من جمع معرف الإعلانات مع معلومات الجهاز.
ووفقا لنتائج الدراسة، فإن بعضا من تطبيقات أندرويد الأكثر شعبية، مع الملايين من عمليات التثبيت، تمارس هذه التصرفات، إذ يتم إرسال كثير من البيانات إلى شبكات إعلانات مختلفة، وتختلف "جوجل" مع بعض ما جاء في الدراسة، إذ قالت الشركة، إن جمع معرف الإعلانات ومؤشرات الأجهزة الأخرى يمكن أن يتم لأغراض مشروعة، مثل اكتشاف الاحتيال أو تسجيلات الحساب، وهو أمر مسموح به بموجب سياسة "جوجل".
وأوصت الدراسة أنه يجب على الشركة بذل المزيد لإيقاف التتبع على الإنترنت، حيث إن "جوجل" اتخذت خيارا للسماح بذلك، بينما لا تتمتع إصدارات "آي. أو. إس" من هذه التطبيقات بالإمكانات نفسها، حيث نجحت "أبل" في حل هذه المشكلة عن طريق جعل المعرفات غير متوافرة للمطورين.
ونتيجة لذلك قام المعهد بإنشاء خدمة أطلق عليها اسم AppCensus، يمكن من خلالها إخبار المستخدم بالبيانات التي يجمعها تطبيق محمول ما من الهاتف من خلال كتابة اسم ذلك التطبيق ضمن الخدمة لتعرض عليه تحليلا للخصوصية، حيث تحتوي قاعدة بيانات الخدمة على 120 ألف تطبيق أندرويد.