الترفيه يصنع المستقبل .. أمر يؤيده الواقع وتصدقه الممارسة
لم يعد الترفيه مطلبا اجتماعيا فحسب، بل صار اقتصاديا، صحيا، وثقافيا، حيث يتقاطع مع جميع نواحي الحياة، ويؤثر في الفرد كما في الكيانات والدول.
ومع ما تعيشه المملكة الآن، من قفزات في جميع المجالات، أصبح من الضرورة بمكان تقديم أشكال متنوعة من الترفيه، لما يحققه ذلك من انعكاس إيجابي وواضح على الشأن الاقتصادي، ويسهم في ترسيخ الازدهار والتقدم في مختلف النواحي.
"الترفيه يصنع المستقبل"، جملة يؤيدها الواقع، وتصدقها الممارسة، حيث يعد القطاع من أهم القطاعات الاقتصادية توليدا للوظائف في عالم اليوم، إذ يعتمد على الحركة والتجدد في إيجاد فرص عمل جديدة ودمج تخصصات من شأنها تطوير الممارسات والتطبيقات السياحية، إلى جانب مساهمته في تطوير الموظفين وصقل المواهب، وفتح الآفاق نحو الابتكار والإبداع، وجذب المشاريع الضخمة، إضافة إلى كونه من أكثر المجالات التي تسهم بشكل مباشر في جذب أموال السياح.
من هذا المنطلق، تسعى السعودية إلى ترسيخ ثقافة الترفيه اليوم بعدما بات يتخطى مفهوم الترف ليصبح عنصرا محوريا في صناعة المستقبل الاقتصادي والاجتماعي معا.
وتعمل الجهات المعنية على عقد عدد من الاتفاقيات العالمية مع كبرى الشركات بغرض الاستثمار في هذا القطاع الحيوي وتنفيذ أهم المشاريع السياحية والترفيهية وتخصيص المناطق لإقامة المشاريع الثقافية والترفيهية من مكتبات ومتاحف وفنون وأندية هواة وغيرها، التي من شأنها تحفيز الإنتاجية وتعزيز التنمية ومنح المدن السعودية قدرة تنافسية دولية.
وتنبع أهمية الترفيه في المملكة من كونه مطلبا داخليا في بلد شاسع المساحة، وغالبية سكانه من الشباب الذين يبحثون عن التغيير والتجديد، والفعاليات والأنشطة المختلفة التي تناسب ذائقتهم.
وتسعى المملكة إلى أن تكون وجهة ترفيهية دائمة تلبي تطلعات الشباب بدلا من الاضطرار إلى السفر للبحث عما ينقصهم ويسد احتياجاتهم، وبالتالي فإن كل هذه المؤشرات التي وضحت عبر الأجيال تشجع على ثقافة الترفيه الداخلي، وتؤثر في توجه المواطن إلى السياحة الداخلية بشكل إيجابي.
وسيؤدي ذلك بشكل ملحوظ إلى انخفاض أعداد السائحين السعوديين إلى الخارج، وتحويل نفقاتهم على هذا القطاع إلى الداخل بدل صرفها في دول خارجية. لذلك فإن العناية بالقطاع الترفيهي تعد التزاما ومسؤولية، وتطويره مطلب وضرورة بأن تتحول المملكة إلى بيئة جاذبة لسكانها أولا وللسياح القادمين من الخارج ثانيا.
وكما أنه مطلب اقتصادي، فإن الترفيه كذلك مطلب اجتماعي وصحي، حيث يساعد الإنسان على أن يكون أكثر راحة واستقرارا، ويمنحه القدرة على العطاء والإنجاز، وهذا ما يؤيده الواقع في عدد من الدول التي طورت قطاع الترفيه لديها مثل الصين، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا وغيرها.