«شتاء طنطورة» .. ختام بأنغام سعودية وتكريم لـ «الصوت الجريح»
عاش رواد مهرجان شتاء طنطورة في محافظة العلا، فعاليات أطول وأضخم مهرجان فني ثقافي في المملكة، بدأ منذ منتصف كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، واختتم أمس بحفل على مسرح قاعة مرايا، أحياه النجمان السعوديان راشد الماجد، وماجد المهندس، وشهد تكريم الفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر، صاحب العطاء الممتد منذ 40 عاما، صاحب "الصوت الجريح".
وشهد المهرجان مجموعة من الحفلات الفنية التي أحياها نجوم عالميون، مثل محمد عبده وماجدة الرومي، وعازف البيانو المعروف رينو كابوسون، والموسيقار وعازف البيانو المصري الشهير عمر خيرت، وعازف البيانو الصيني لانج لانج، ومغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي، والموسيقار العالمي ياني، بجانب حفل لأم كلثوم تم تقديمه عبر التقنيات الحديثة والمبتكرة عبر تقنية الهولوجرام.
وكانت إدارة المهرجان، قد أعلنت عن نفاد جميع تذاكر الحفل الختامي قبل موعده بخمسة أيام؛ إذ خاطبت المعنيين بالاعتذار لغير حاملي التذاكر عن عدم حضورهم هذا الحفل.
وأطرب راشد الماجد أمس جمهوره في العلا بالحفلة الـ13 له في السعودية، وذلك بعد الحفل الجماهيري الضخم الذي أحياه في أيلول (سبتمبر) الماضي بمناسبة اليوم الوطني السعودي في المنطقة الشرقية، وشهد آخر إطلالاته على خشبة المسرح حفلا غنائيا حقق نجاحا منقطع النظير، ولا سيما تميز وانفراد الماجد بأداء الأغنية المنفردة، ليصبح أكثر فنان سعودي يتغنى بالأغنية "المنفردة".
وشارك الحفل الجماهيري الفنان ماجد المهندس، الذي أصبح مقربا ومحببا لدى الجمهور السعودي، عبر أعماله الغنائية الناجحة، وإحيائه الحفلات الغنائية في السعودية. وتعود أولى إطلالاته على خشبة المسارح الفنية في السعودية قبل عامين، وتحديدا في 30 كانون الثاني (يناير) 2017 الذي شهد عودة انطلاق الحفلات الغنائية في السعودية في الصالة المغطاة على ملعب الجوهرة في جدة، ليتغنى المهندس بأولى تلك الحفلات، التي كانت امتدادا لمجموعة من الحفلات الغنائية ما بين الرياض وجدة والدمام والطائف، التي صدح من خلالها ماجد على تلك المسارح بحفلات غنائية، تنوعت بين حفلات العيد واليوم الوطني السعودي وحفلات الصيف، عبر أكثر من خمس حفلات غنائية وجماهيرية.
وأصبح تكريم الفنان عبدالكريم عبدالقادر هو الأول في السعودية، بعد مسيرة فنية عريقة، وهو ينثر الفن طربا على الساحة الفنية، ولا شيء يضاهي تكريم الفنان في حياته والاحتفاء بما قدمه من عطاء فني تاريخي، عبر أعماله الغنائية، حيث يطلق عليه جمهوره "الصوت الجريح"، الذي قدم أعمالا خالدة أصبحت مدرسة للأجيال الفنية.
وتسعى الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بقيادة محافظها الأمير بدر بن فرحان، إلى إطلاق جميع الطاقات الكامنة للمدينة الأثرية، واستعادة بريقها العالمي، وحفظ ثرائها التاريخي وإرثها العريق وتسليط الأضواء العالمية عليها، بما ينسجم مع طموحات ورؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ويهدف إنشاء الهيئة الملكية في العلا إلى تسريع المشاريع وإنهائها في الوقت المحدد، والتغلب على أي إجراءات إدارية، والاستفادة من المحافظة اقتصاديا وسياحيا، خصوصا أن العلا تتسم بمقومات اقتصادية، فهي تمتد على مساحة أكثر من 29 ألف كيلو متر مربع، وتبعد عن الحرم النبوي الشريف بنحو 300 كيلومتر، كما أنها بلد الثلاثة ملايين نخلة، وتمتلك 30 موقعا تراثيا إلى جانب المنتجات الحمضية، والتكونات الطبيعية ذات الطابع الجغرافي الجبلي المميز.
ورغم اتجاه أنظار المستثمرين المحليين والعالميين إلى محافظة العلا خلال الفترة المقبلة، إلا أنها لا تزال بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات، مثل مشروعات قطاع الضيافة والفندقة التي تستطيع استيعاب آلاف الزوار، والاستمتاع بالأنشطة السياحية في العلا، وبأسعار تنافسية معقولة. وبحسب تقرير للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يتوقع أن يصل حجم الاستثمارات في مشروع تطوير محافظة العلا بحلول عام 2020 إلى 2.6 مليار ريال، فضلا عن استقبال 400 ألف سائح سنويا، وتوفير 4200 وظيفة للشباب السعودي، مع بناء 1878 غرفة فندقية، لتستعيد العلا مكانتها التاريخية، وتسهم في رسم ملامح مستقبل المملكة المشرق.