«شتاء طنطورة» يواصل إبهار زواره بالثقافة والفن والجغرافيا

«شتاء طنطورة» يواصل إبهار زواره بالثقافة والفن والجغرافيا

يواصل مهرجان شتاء طنطورة، في مدينة العلا، إبهار زواره بفعالياته التي تقدم الثقافة والفن والاستعراضات الشعبية التراثية، في قوالب جذابة تناسب جميع الاهتمامات والأعمار، يجمعها برنامج متميز حافل بالأنشطة المتنوعة التي تقام في عطلة نهاية كل أسبوع، ويتضمن مناسبات ثقافية وفنية يحييها نجوم عرب وعالميون، إضافة إلى احتفالات تراثية أسبوعية وعروض ضوئية.
المهرجان الذي انطلقت فعالياته في 20 كانون الأول (ديسمبر) وتستمر حتى 9 شباط (فبراير) المقبل، يمثل فرصة للاطلاع على الحرف اليدوية واقتناء التحف، فيما تشهد الفترة من 31 كانون الثاني (يناير) إلى 2 فبراير المقبل سباق كأس خادم الحرمين للقدرة والتحمل، بمشاركة 80 من أفضل الفرسان، وبالشراكة بين الاتحاد السعودي للفروسية والهيئة الملكية للعلا، وسيقدم جوائز لسباقات القدرة والتحمل على مستوى المنطقة، بحسب ما يفيد موقع المهرجان الإلكتروني.
وأحيا فنان العرب محمد عبده أولى حفلات شتاء طنطورة؛ حيث ترنم وأطرب الجمهور، ليكون أول فنان يصدح بأغانيه في العلا، وذلك في قاعة المرايا التي صممت خصيصا للحفلات الغنائية في المهرجان وفق طابع روماني عريق.
وأطلت ملاك الطرب العربي الفنانة ماجدة الرومي على الجمهور من القاعة ذاتها في العلا أمس الأول، كما سيقدم عازف الكمان الشهير رينو كابوسون أشهر مقطوعاته الفنية في 4 كانون الثاني (يناير). ويوم الجمعة 11 كانون الثاني (يناير) المقبل، يحيي الفنان المصري عازف البيانو الشهير عمر خيرت حفلة موسيقية، ليقدم حزمة من مقطوعاته التصويرية لأبرز الأعمال السينمائية والتلفزيونية خلال نصف القرن الماضي.
وتمثل محافظة العلا إحدى الوجهات السياحية الرائدة في المملكة, نظرا لما تحويه من آثار تاريخية تعود إلى آلاف السنين, ومعالم طبيعية خلابة جعلتها منطقة جذب للسائحين والمتنزهين, فيما تحتضن المحافظة حاليا مهرجان "شتاء طنطورة" الذي يعد محطة أخرى للتعريف بالموروث السياحي للمحافظة.
وتحظى العلا واحدة من أفضل المواقع التراثية المحفوظة في العالم؛ لاحتضانها آثارا تاريخية على مساحات شاسعة، تعود إلى عصور تمتد إلى آلاف السنين, ويحيط بها الجمال الطبيعي، وتمثل تلك الآثار التاريخية شاهدا على عظمة الإنسان في تلك العصور وتطورها، والكيفية التي تمكنت من خلالها الحضارات القديمة من التأقلم مع طبيعة المنطقة, وابتكار تقنيات الزراعة المختلفة لمحاربة ظروف الصحراء القاسية.
ويمكن لمرتادي المهرجان، الذي انطلقت فعالياته في الـ 12 من ربيع الآخر الجاري, وتستمر حتى الـ 23 من جمادى الأولى المقبل زيارة عديد من المواقع التاريخية، ومن أبرزها "مدائن صالح" التي تعرف أيضا باسم "الحِجْر" حيث كانت موطنا للأنباط.
ويعد المهرجان فرصة للتعرف إلى "مملكة دادان" ذات الشهرة العالمية، وكذلك "مقابر الأسود" المكتشفة في الخريبة في دادان القديمة, وكذلك "بلدة العلا القديمة" تلك المدينة الاستثنائية بحواريها وأزقتها المتقاربة، ومنازلها التاريخية المبنية من الطوب اللبن على قواعد صخرية, وتقدم البلدة القديمة لمحة مشوقة عن شكل مجتمع العلا قديما، وتتيح فرصة تخيل شكل الحياة والنشاط المجتمعي الذي كان في يوم من الأيام يمثل روح البلدة العتيقة.
يذكر أن مصطلح "طنطورة" يعود إلى ساعة شمسية هرمية الشكل، ترتفع على سقف إحدى الأبنية في وسط بلدة العلا القديمة تسمى "طنطورة" كجزء أصيل من أبنيتها، ويعتمد أهالي المدينة منذ مئات السنين عليها لمعرفة الوقت خلال اليوم، وكذلك فصول السنة.
أما فصل الشتاء فتعلن طنطورة دخوله بحلول الـ 22 من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، حينما يصل ظلها إلى العلامة المقابلة لها والموجودة على الأرض، حيث يصل إليها الظل مرة في السنة, ويتراجع بعدها ليشكل أقصر يوم وأطول ليلة في السنة، في احتفال بهيج يجمع أهالي العلا من مختلف الأعمار, ومن هنا اشتق اسم المهرجان.

الأكثر قراءة