ابتكر أسلوبك الخاص في القيادة

إلى أي مدى تستطيع التكيف في عالم سريع التغير؟
في عصر يكافح فيه حتى المبتكرين في وادي السيليكون للحاق بالركب ومواكبة التطورات، أصبحت معرفة القادة لأنفسهم وقدراتهم أمرا حاسما. فكيف سيستطيعون التعلم والتطور أو جمع المواهب لإنشاء فرق العمل التي يحلمون بها، ليعززوا من نقاط قوتها ومعالجة نقاط ضعفها أو تفادي التكاليف غير الظاهرة؟ يحتاج القادة الاستثنائيون إلى فهم العالم، والقطاعات التي يعملون بها، وشركاتهم، والأهم من ذلك فهم أنفسهم.
كما كتب بنجامين فرانكلين، "هناك ثلاثة أشياء عسيرة: الفولاذ، الألماس، ومعرفة الذات". بالاستناد إلى عقود من الأبحاث حول فعالية القيادة، ومراقبة ممارسات الإدارة عن كثب، صممنا أدوات تطوير وتغذية راجعة أطلقنا عليها X360 من أجل تسهيل عملية اكتشاف الذات.
منذ إطلاقها في 2017، استخدم هذه الأدوات ما يقارب 2000 مشترك في برامج إنسياد من أجل تحديد بصمتهم في القيادة ـ أسلوبهم الخاص في الإدارة ـ ومن أجل استكشاف طريقة للارتقاء بدورهم. وكما هو الحال في أدوات 360 درجة، فهي تخول الأشخاص بمقارنة صورتهم الذاتية بالصورة التي يراها مديروهم وأقرانهم ومرؤوسوهم وجميع أصحاب المصلحة.وقد أظهرت الأبعاد الثلاثة الأساسية لأدواتنا فعاليتها في المؤسسات المتعددة الثقافات والأنماط.
سنقوم في هذا المقال بتناول "بعد التكيف"، أي "من أنت؟" بحسب أدوات 360 X .

القيادة والقدرة على التكيف
يلخص مؤشر القدرة على التكيف عقودا من الأبحاث حول الفرق بين الأشخاص ممن يستطيعون التعامل مع الضغوطات وممارسة مهام القيادة في ظل تلك الضغوطات، ومن لا يستطيعون ذلك. يسلط هذا الجانب من القيادة الضوء على جوانب الذات التي تعد راسخة نسبيا ويصعب تغييرها. ويقيس قدرة الأشخاص على التكيف والعمل في سياق متغير إلى حد كبير. ويحتوي على:

المرونة
في بيئة تتطلب التجريب بشكل مستمر، لا بد من الإخفاق. تعزى المرونة إلى القدرة على تخطي تلك الإخفاقات ومواجهة الشدائد. يتمتع الأشخاص المرنون بآليات قوية للتكيف، وعدم الاستسلام بسهولة للقلق والاكتئاب. وقد يشير انخفاض مستويات المرونة إلى الحاجة إلى تعلم كيفية التعامل مع الإخفاقات أو الابتعاد عن المهام القيادية التي تنطوي على خطورة.

الذكاء العاطفي
عندما تصعب الأمور، من السهل التغلب على المشاعر السلبية، أو عدم القدرة على التحكم في النفس، أو الشعور بالإرهاق والإجهاد. يعزى الذكاء العاطفي إلى القدرة على مراقبة وكبح العواطف بشكل صحيح. إضافة إلى تقييم مشاعر الآخرين وتأثيراتها. ويتعين على القادة معرفة متى يكونون أو فريق عملهم غير قادرين على التعامل مع الأمور بسبب الغضب أو الخوف ويحتاجون إلى مزيد من الوقت لاتخاذ قرارات صحيحة.

الفكر المتناقض
يتسبب التغيير في قيام ثورات بسبب عدم وفرة الموارد في كثير من الأحيان. وتوجد للأولويات الجديدة مطالب تنافسية وقد ترغم القادة على الاختيار، على سبيل المثال، بين المكاسب طويلة الأجل والمكاسب القصيرة الأجل. العقلية المتناقضة هي القدرة على قبول الأمور المتناقضة والشعور بالحماس عوضا عن الإجهاد. فالقادة القادرون على رؤية الضغوطات كفرص أكثر كفاءة في ابتكار حلول متكاملة.
التوجه نحو التعلم
يترجم بعض الأشخاص الفشل على أنه فرصة للتعلم، بينما يراه الآخرون كإشارة إلى الأداء الضعيف. يعزى التوجه نحو التعلم إلى الشق الأول، ويساعد القادة على التكيف بسرعة من جهة التفكير والأفعال بحسب المطالب المتغيرة. ويعكس التوجه نحو التعلم، الميل القوي نحو استقاء معارف جديدة من أجل مواكبة الأفكار الجديدة وتطوير المهارات باستمرار. كما يعد التوجه نحو التعلم أمرا حاسما لتطوير الأداء في بيئة سريعة التغيير.

إظهار الثقة بتولي دور قيادي
عندما يصبح التغيير عنوان اللعبة، لن تكون القيادة الهرمية ذات فعالية. ويجب استبدال أسلوب القيادة السلطوي بآخر يطبق على جميع المستويات في المؤسسة، وهو ما نطلق عليه القيادة الموزعة. ولكن لنجاح هذا النهج، يجب أن يكون لدى الأشخاص الثقة الكافية لاتخاذ دور قيادي. تعزى ثقة القيادة إلى الإيمان بقدرة الشخص على حشد الآخرين ومواجهة التحديات المستقبلية للقيادة. فالقيادة ليست للضعفاء في عالم سريع الخطى، والشجاعة والإصرار من الأمور المطلوبة للنجاح.

الوعي الذاتي
لا يوجد أسلوب واحد للقيادة، ولا يوجد قيادي مثالي. لا نستطيع التأكيد بشكل كاف على أن X360 ليست بأداة تقييم. فهي آلية للتطوير والحصول على التغذية الراجعة بهدف استكشاف نقاط القوة، والخبرات والقيم لتكون الأساس الذي نرتكز عليه. فإيجاد بصمتك القيادية عملية مستمرة تبدأ بتكوين صورة واضحة عن نفسك. وهي تتمحور حول استكشاف الجوانب الخفية في شخصيتك. ويجب أن نركز على دور الوعي الذاتي في تعزيز ذلك، فهو يساعدك على معرفة المهارات المطلوبة التي تحتاج إليها لتصبح قياديا أفضل، كما يساعد الوعي الذاتي على إيصال أسلوبك للآخرين بحيث يسهل عليهم التعامل معك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي