عبر مركز الملك فهد الثقافي .. بصمات المملكة تنير العاصمة الأرجنتينية

عبر مركز الملك فهد الثقافي .. بصمات المملكة تنير العاصمة الأرجنتينية

منذ نحو عقدين من الزمان أنارت بصمات السعودية العاصمة بوينس آيريس، عبر تأسيسها مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في العاصمة الأرجنتينية ليمثل بعدا مهما في العلاقات الراسخة بين البلدين منذ افتتاحه في عام 1421هـ 2000م، ويؤكد حرصها على نشر الدعوة والتيسير على طلبة العلم من الشعوب غير العربية، لتصبح إنجازاتها سبيلا لمختلف شعوب الأرض.
ويمثل المركز، الذي أمر ببنائه الملك فهد بن عبد العزيز، وأزاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حينما كان وليا للعهد آنذاك، الستار عن اللوحة التذكارية له، صرحا إسلاميا كبيرا أمام كل من يريد الدراسة والتعرف والبحث عن حقائق الدين والحضارة العربية الإسلامية.
ويوضح المركز أسس ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف وإرشاد المسلمين وتوجيههم لما فيه خيرهم وصلاحهم وتربية أبنائهم وتعليمهم القرآن الكريم واللغة العربية للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية، إضافة إلى ما يقدمه للدارسين والباحثين دون استثناء من مصادر البحث والعلم بالكتب والنشرات الدراسية العلمية المترجمة في مجالات متعددة.
ويعد مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين من أكبر المراكز الإسلامية الثقافية التي شيدتها السعودية في دول العالم، وقد تم بناء المركز على الطراز المعماري الكلاسيكي الحديث حيث تم تنفيذ هذا المشروع ليتوافق مع الأهداف الثقافية الدينية السامية التي يسعى لترسيخها ونشرها بين أطياف المجتمع الأرجنتيني.
وقد نال هذا الصرح استحسان الحكومة الأرجنتينية حيث أدرجت بلدية مدينة بوينس آيرس المركز في الخريطة السياحية للعاصمة الأرجنتينية، فيما اعتبرته وزارة السياحة الأرجنتينه من المعالم السياحية البارزة والمهمة لما يحمله من جمال في التصميم وقيمة ثقافية عالية.
كما أن هذا المركز أنشئ لتلبية حاجة المسلمين في قارة أمريكا الجنوبية ودول البحر الكاريبي إلى مسجد ومركز ثقافي إسلامي على المستوى اللائق لأداء شعائرهم وممارسة أنشطتهم الثقافية والاجتماعية.
ويرأس المجلس الأعلى لأمناء مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي في الأرجنتين الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ويضم في عضويته رياض بن سعود الخنيني سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأرجنتين، والشيخ علي بن عوضة الشمراني أمين المجلس مدير مركز الملك فهد، إضافة إلى عدد من الأعضاء من الشؤون الإسلامية والمهتمين بالعمل الإسلامي في الأرجنتين.
وتم تأسيس مدرسة الملك فهد في المركز يوم الرابع عشر من أكتوبر لعام 2006 اعتمادا على النظام التعليمي الأرجنتيني إضافة إلى مادتي الثقافة الإسلامية واللغة العربية، وتشمل المدرسة مرحلتي الروضة والمرحلة الابتدائية، حيث بلغ عدد الطلاب الدراسين في المدرسة أكثر من 6000 طالب وطالبة، إضافة إلى هذا العام الذي شهد تسجيل أكثر من 450 طالبا وطالبة مع اختلاف فئاتهم العمرية ودياناتهم.
كما يضم المركز جامع الملك فهد بن عبد العزيز الذي تبلغ مساحة الإجمالية 2000 م2 ، ويتكون من طابقين يتسع لأكثر من 5000 مصلي، إضافة إلى 40 دورة مياه منها دورات مياه لذوي الاحتياجات الخاصة، كما تم تزويد الجامع بكاميرات مراقبة وشاشات عرض للأنشطة والصلوات الخمس في الحرم المكي والمدني، كما تم تزويد المسجد بمخارج للطوارئ.
وقد زودت وزارة الشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية الجامع بكمية كبيرة من المصاحف وتراجم معاني القرآن الكريم من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة.
أما المكتبة العامة في المركز فتبلغ مساحتها الإجمالية 270 مترا مربعا، تحتوي على أكثر من 10000 كتاب تتنوع بين مصاحف مترجمة لعديد من اللغات، وتفاسير القرآن الكريم، وكتب دعوية وثقافية وعلمية واجتماعية، ومخطوطات في التاريخ الإسلامي، إضافة إلى كتب تاريخية وثقافية عن المملكة مترجمة بعدة لغات، وكما تقام فيها الدروس الأسبوعية والدورات الشرعية.

الأكثر قراءة