بسبب البث الإلكتروني .. متاجر تأجير أسطوانات الفيديو في ألمانيا تحتضر

بسبب البث الإلكتروني .. متاجر تأجير أسطوانات الفيديو في ألمانيا تحتضر

فجأة شعر الزبون بصدمة عندما توجه إلى متجر تأجير أسطوانات أفلام الفيديو، ووجه الرجل الذي يبدو في الأربعين من العمر سؤالا للعاملة التى ترد بإيماءة صامتة "هل ستغلقون المتجر بعد 30 عاما من النشاط؟"، وواصل الزبون البحث عن فيلم يريد مشاهدته بين الأسطوانات العديدة المكدسة فوق الأرفف، وتلقى عرضا بأن يصبح سعر أسطوانة "دي.في.دي" يورو واحد، ليس مقابل التأجير لمدة يوم لكن لامتلاكها مدى الحياة، الأمر الذي يشير إلى تراجع هذا النشاط الذي كان يلقى إقبالا في الماضي، بحسب ما نقلته "الألمانية".
ويستعد هذا المتجر لإغلاق أبوابه بعد أن استمر طوال ثلاثة عقود في مزاولة نشاط تأجير أسطوانات الفيديو للعملاء، ويغمغم الزبون القديم بكلمات لنفسه تنم عن الانفعال وهو يبحث بين الأرفف عن الأفلام التي يريد شراءها للاستفادة من العرض المقدم، ثم يقول وهو يهز رأسه "إن مشاهدة الأفلام هذه الأيام أصبحت عن طريق البث المباشر عبر المواقع الإلكترونية، ولم يعد الأمر كما كان في السابق، فأسطوانات "دي.في.دي" لم تعد تجد من يستأجرها". وليس مصير متجر الفيديو هذا الكائن في غرب ألمانيا الذي يحمل علامة تجارية مؤجرة من شركة "فيديوتاكسي" أمرا نادر الحدوث، ففي جميع أنحاء ألمانيا تتهيأ عشرات من متاجر تأجير أسطوانات الفيديو للتوقف عن نشاطها التجاري كنتيجة للتغيرات العميقة، التي طرأت على أساليب مشاهدة الناس للأفلام والمسلسلات التلفزيونية. ولا تريد الشركات التي تمارس ذلك النشاط التحدث عن هذا التطور، وتقول "فيديوتاكسي"، "إنها لا تستطيع الرد على أي أسئلة تتعلق بهذا الموضوع في الوقت الحالي"، بينما التزمت شركة "فيديووورلد" الألمانية التي تمارس أيضا ذات النشاط الصمت إزاء هذه المسألة، ويمكن تفهم رد فعل الشركتين، فما الذي يمكنهما قوله عندما تتيح مواقع عرض الأفلام والمسلسلات على الإنترنت مثل "أمازون برايم" و"نتفليكس" مثل هذا البديل الجذاب!

الأكثر قراءة