استكمال المسح لمواقع الآثار في «تثليث» للموسم الثاني

استكمال المسح لمواقع الآثار في «تثليث» للموسم الثاني

ضمن برنامج المسح والتنقيب الأثري، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمتابعة من الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة، بدأ فريق من المختصين باستكمال أعمال مسح مواقع الفنون الصخرية والكتابات العربية القديمة في موسمه الثاني 1440هـ في محافظة تثليث في منطقة عسير، حيث يعتبر وادي تثليث من أكبر أودية المملكة وأطولها وأشهرها في كتب الأدب والتاريخ والمعاجم الجغرافية.
وباشر الفريق برئاسة سالم القحطاني، المتخصص في الكتابات العربية القديمة في الهيئة وعدد من المتخصصين في فروع الآثار، بتسجيل وتوثيق الرسوم والنقوش المنتشرة في الوادي، التي تتميز رسوماتها بدقتها ودلالتها الوظيفية، وتحديد التفاصيل الدقيقة للمناظر البشرية وأحجامها الضخمة ويندر وجود ذلك في المواقع الأثرية الأخرى.
وفي مناظر الفنون الصخرية الآدمية والحيوانية تتضح التفاصيل الخارجية لأجزاء الحيوان أيا كان بطريقة فنية جميلة، وفي أحيان أخرى يكون تفصيليا في بعض أجزاء البدن مثل قوائم النعام أو في الذيل وكذلك القرون الطويلة أو من خلال الرسم العادي والتصويري للحيوان ويظهر كثيرا في رسوم الجمال.
أما الرسومات الآدمية فتظهر إما برسم بسيط لشخص بقوائم وأطراف إما واقفا أو ممتطيا أحد الحيوانات وقد يكون بلباس حربي لرحلة صيد، مع تميز بعض الرسومات الصخرية المكتشفة كتلك التي ظهر فيها رسمه لأنثى بأرداف عريضة ونقش غائر في الصخر، أو على شكل مجموعات في حالات الرق، بالإجمال فإن كثيرا من المواقع المكتشفة يكون فيها خلط بين الرسوم الصخرية والنقوش الثمودية.
وأوضح القحطاني، أنه من المقرر في خطة هذا الموسم مسح جبال عروي 90 كيلومترا جنوب شرق المحافظة، وجبال يهرة 120 كيلومترا في اتجاه منطقة نجران، حيث تقع هذه المواقع على جنبات أحد طرق القوافل القديمة التي كانت تنطلق من جنوب الجزيرة العربية إلى الشمال حيث أسواق الممالك العربية القديمة داخل الجزيرة وخارجها، وكانت تلك القوافل محملة بأنواع البضائع وخصوصا اللبان والبخور.
وبدأ الفريق مهامه مطلع الشهر الحالي، في وادي نعام شرق جنوب محافظة تثليث، حيث سبق أن سجل خلال الموسم الأول عدد من مواقع النقوش والرسوم لأشكال آدمية وحيوانية ومناظر صيد، وكذلك لكتابات عربية قديمة وإسلامية.
ويأتي هذا الموسم بعد تسجيل وتوثيق 107 مواقع أثرية، خلال أعمال الموسم الأول 1439هـ، حيث تستمر المواقع التي تم اكتشافها في وادي نعام في تكرار النمط السائد تقريبا، في نوعية النقوش والرسوم الصخرية المكتشفة للدلالة على بيئة رعوية لأنواع مختلفة من الحيوانات نعام وجمال وأبقار ووعول وغزلان وخيول وبعض المفترسات، وطيور برية أخرى، إضافة إلى التصوير الآدمي بأشكال وطرق رسم مختلفة.
ويعد وادي نعام من أهم المواقع الأثرية في المملكة، وتكمن أهميته في وقوعه على طريق التجارة قديما ولقربة من قرية الفاو ونجران، وبالقرب منه تقع جبال مريغان التي تشتهر بالنقوش العربية القديمة مثل نقش أبرهة، وكذلك كثرة الآبار فيه والهجر المنتشرة على ضفافه.
وسيسهم نتاج هذا المسح في الكشف عن كثير من المعلومات المهمة في تاريخ الجزيرة العربية، وذلك راجع لكثرة النقوش والكتابات العربية القديمة.

الأكثر قراءة