في الفيلم الإيطالي «يوفوريا» .. شقيقان تفرقهما القوة ويجمعهما العجز

في الفيلم الإيطالي «يوفوريا» .. شقيقان تفرقهما القوة ويجمعهما العجز

أحدهما ثري عابث والآخر فقير عابس، لكن ثمة ما يربط بين ماتيو وإيتوري غير صلة الدم. إحساس كل منهما بالوحدة.
قصة الشقيقين ماتيو وإيتوري هي محور الفيلم الإيطالي "يوفوريا" من إخراج فاليريا جولينو الذي عرض أمس الأول ضمن المسابقة الرسمية في الدورة الأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وفي ثالث تجاربها الإخراجية تستكشف جولينو الروابط الأسرية بين شقيقين يبدوان ظاهريا مختلفين تماما.
ويجسد الممثل ريكاردو سكامارتشيو دور ماتيو الشقيق الأصغر المثلي الناجح في حياته المهنية الذي يعيش حياة مترفة، بينما يلعب الممثل فاليريو ماستندريا دور الأخ الأكبر إيتوري الذي لا يزال يعيش في القرية التي ولد فيها ويعمل مدرسا. تتسم العلاقة بين الشقيقين بالفتور، لكن الأمور تنقلب رأسا على عقب عندما يكتشف الأخ الأصغر أن شقيقه مصاب بسرطان في المخ.
تحرص المخرجة منذ بداية الفيلم على إيجاد قاسم مشترك بين الشقيقين رغم اختلاف طبائعهما ونمط حياتهما والفجوة الطبقية بينهما. فكلاهما لا يقدر على البوح بمكنونات صدره لمن حوله وكلاهما يجيد التظاهر بالقوة ويستخدم تلك القوة لينأى بنفسه عن الآخر والآخرين.
تتناول المخرجة بحساسية شديدة، على مدى ساعتين تقريبا هي زمن الفيلم، موضوعات شائكة مثل التسامح والانفتاح على الآخر وتضع تحت المجهر أفكارا مثل تقرير المصير والاستسلام للقدر بتحليل نفسي ذكي لشخصيتي الشقيقين وتطور علاقتهما.
الفيلم ينتمي لتيار الواقعية الجديدة وتتسم كل عناصره بدءا من التصوير حتى المونتاج بالبساطة والبعد عن التكلف أو الاستعراض. اعتمدت المخرجة في الأغلب على اللقطات الثابتة المتوسطة حرصا منها على عدم السقوط في فخ الميلودرامية باللقطات القريبة.
يصل الفيلم ذروته عندما يتحرر ماتيو من أوهام السيطرة ويستسلم لعجزه وعندما يترك إيتوري نفسه فريسة لهواجسه ومخاوفه من المرض. وفي مشهد ختامي بديع يدرك كلاهما أن ثمة جمالا في أن يكونا قليلي الحيلة معا.
وسبق عرض الفيلم في قسم "نظرة خاصة" في الدورة الأخيرة من مهرجان كان السينمائي. وتستمر الدورة 40 من مهرجان القاهرة السينمائي حتى 29 تشرين الثاني (نوفمبر).
يذكر أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدأ فعالياته بعد حرب أكتوبر بثلاث سنوات، وبالتحديد في 16 أغسطس 1976 على أيدي الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاخ، الذي أدار المهرجان لمدة سبع سنوات حتى 1983.
ثم شكلت لجنة مشتركة من وزارة الثقافة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد نقابات الفنانين للإشراف على المهرجان عام 1985، الذي تولى مسؤوليته الأديب سعد الدين وهبة، حيث احتل مهرجان القاهرة خلال هذه الفترة مكانة عالمية.
وأورد تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عام 1990 أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء مهرجان القاهرة السينمائي في المركز الثاني بعد مهرجان لندن السينمائي، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث.

الأكثر قراءة