فنانون يعرضون أعمالهم النحتية في الفضاء وعلماء الفلك يعترضون
ليس من غير المألوف بالنسبة للفنانين، الذين يريدون الخروج عن الاتجاه الغالب أن يعرضوا أعمالهم في مواقع مقفرة نائية، سواء كانت في الصحراء أو تحت الماء أو في مناطق يغطيها الجليد البلوري.
لكن البعض يخطو خطوة أبعد من ذلك - وأعلى - عن طريق إطلاق أعمالهم النحتية إلى الفضاء الخارجي.
وقال الفنان الأمريكي تريفور باجلين، في شريط فيديو قبل إطلاق عمله النحتي إلى الفضاء في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) العام الحالي "سأعطيكم سببا لكي تنظروا إلى السماء وتفكروا فيما تنظرون إليه".
واوربيتال ريفلكتور، وهم عمل نحتي لباجلين على شكل ماسه ستقوم شركة سبيس إكس بإطلاقه إلى مدار أرضي منخفض على متن صاروخ فالكون 9، أول قمر اصطناعي يتم إطلاقه كبادرة فنية بحتة.
وهذا العمل النحتي المصنوع من مادة البولي إيثيلين خفيفة الوزن ومغلفة بطبقة من ثاني أكسيد التيتانيوم العاكس للضوء، يجب أولاً أن يتم وضعه داخل هيكل يشبه صندوقا صغيرا معروفا باسم كويب سات، وهو واحد من عديد من الأقمار الاصطناعية الصغيرة من هذا القبيل في حمولة الصاروخ.
ومن المقرر أن يدور العمل الفني حول الأرض كل 90 دقيقة، عاكسا أشعة الشمس وسيكون مرئيا للعين المجردة لأنه يتحرك ببطء عبر السماء ليلا "ساطعا كنجم في مجموعة نجمية تشكل جزءا من كوكب الدب الأكبر.
لكن إطلاق عمل أوربيتال ريفلكتور في الفضاء تلقى معارضة من قبل علماء الفلك إلى الاعتراض بسبب أن مثل هذه الأجسام قد تتداخل مع عمليات مراقبة الأجرام السماوية التي يقومون بها باستخدام المناظير (التلسكوبات).
وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز سميثسونيان للفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد في ولاية ماساتشوستس الأمريكية لموقع جيزمودا الإلكتروني للتكنولوجيا في وقت سابق هذا العام، إن إرسال أجسام متلألئة عديمة القيمة إلى المدار "يشبه قيام شخص ما بوضع لوحة إعلانات بمصابيح نيون خارج نافذة غرفة نومك مباشرة".
كان موقع جيزمودو متعاطفا مع ماكدويل، قائلا إنه كان هناك ما يكفي من الأشياء البالية (الخردة) التي تدور حول الأرض بالفعل، وأغلبها مخلفات من المركبات الفضائية التي توقفت عن العمل. وكتب "يا فنانون، توقفوا عن وضع نفايات لامعة في الفضاء".
وقال مارك ماكفرين، وهو عالم في وكالة الفضاء الأوروبية في تغريدة أخيرا "هذا المشروع لا يجلب شيئا ليس لدينا بالفعل"، مضيفا "لدينا بالفعل كثير من الأضواء المتحركة في السماء لينشغل بها الناس، وجذبهم إلى عظمة الليل".
وانتقد كالب شارف، مدير مركز علم الأحياء الفلكية في كولومبيا في مدينة نيويورك، بشدة مشروع باجلين أيضًا. وقال لصحيفة ذي اتلانتيك الأمريكية "أعتقد أن معظم الأشخاص سيبدون احتراما أكثر قليلا للعالم الطبيعي من إطلاق هيكل اصطناعي آخر".
وأضاف "بالنسبة لأولئك الأشخاص منا الذين يقضون حياتهم يفكرون في الكون ويتواصلون معه، يبدو أن هذا يغفل النقطة المهمة بأن السماء الليلية غير المحجوبة هي وحش معرَّض للخطر يتم رؤيته بشكل واضح وحقيقي".