3000 سائح يشهدون تعامد الشمس على معبد أبوسمبل
في ظاهرة فلكية جذبت أكثر من ثلاثة آلاف زائر، تعامدت الشمس صباح أمس، على معبد أبوسمبل، جنوبي أسوان، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين المصريين وسفراء الأردن والإمارات وبلجيكا وليتوانيا وألمانيا وفنلندا والأرجنتين وأزربيجان وكازاخستان والسويد والمجر والبحرين.
وتسللت أشعة الشمس إلى معبد أبوسمبل لتضيء وجه الملك رمسيس الثاني، على وقع أنغام وعروض فرق فلكلورية مصرية، في إطار الظاهرة الفلكية الفريدة التي يشهدها المعبد يومي 22 من تشرين الأول (أكتوبر)، و22 من شهر شباط (فبراير) في كل عام.
وتزامنت الظاهرة مع احتفالات مصر ومنظمة اليونيسكو، بمرور نصف قرن من الزمان، على إنقاذ آثار النوبة وأبوسمبل من الغرق في مياه بحيرة ناصر، بعد إقامة السد العالي. وأقامت وزارة الثقافة المصرية حفلا فنيا في تلك المناسبة، مساء أمس الأول، عشية تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، احتفالا بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبدي أبوسمبل، على يد جوفاني باتيستا بلزوني المستكشف الإيطالي، الملقب بـ "بلزوني العظيم". وتتفرد معابد مصر القديمة، بعدد من الظواهر الفلكية التي ترتبط بالشمس والقمر، مثل معبد أبوسمبل الذي تصدر قائمة العجائب الفلكية السبع لمصر القديمة، ومعبد الكرنك الذي يشهد ما يسمى بظاهرة تعامد القمر الأزرق على الإله آمون.
ولعب الضوء دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابد الفراعنة ومقاصيرهم، حيث يوجد ارتباط وثيق بين علوم الفلك وواجهات كثير من المعابد والمقاصير التي شيدها ملوك وملكات الفراعنة.
وكانت السماء الصافية، والنجوم المتلألئة، سببا في تشجيع قدماء المصريين على دراسة علوم الفلك وحركة النجوم في السماء، ومنذ حلول الألفية الثالثة قبل الميلاد، نجح المصريون القدماء في معرفة الاتجاهات وقياس الزمن وتحديد مدة الأشهر والسنة.
ولما كانت الشمس ترمز لديهم إلى الإله رع، فقد ربط المصريون القدماء الشمس بمعابدهم ومقصوراتهم الدينية، وجعلوها تتجه نحو الشمس، وربطوا بين بعض الأحداث الدينية مثل الأعياد، والأحداث التاريخية، مثل تنصيب ملوكهم، وبين ظواهر فلكية فريدة تمثلت في تعامد الشمس على تلك المعابد والمقصورات، في أيام محددة من العام.