العلاج بالضحك

لم يكذبوا حين قالوا اضحك تضحك لك الدنيا، فالدراسات اليوم أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن تلك القهقهة التي تطلقها بين الحين والآخر من أعظم الأسباب لشفائك من الأمراض، فهي جزء من سلوكك الإنساني تجاه الآخرين ومدى تجاوبك معهم ومع أحداث الحياة، فقد تضحك سعادة وقد تضحك هروبا أو خوفا من شيء معين. ضحكتك تدلل على مدى تفاعلك مع الآخر وقبولك له.
الضحك كالبكاء يتفاعل فيه عقلك مع جسدك طاردا السموم والهموم، انظر كم عضلة تتحرك في جسدك عندما تضحك في وجهك فقط تتحرك 17 عضلة و80 عضلة في باقي جسدك، يديك بطنك وأحيانا قدميك، أما حين تكون عابسا تتحرك 34 عضلة في وجهك فقط، ما يتسبب في سرعة ظهور التجاعيد! عندما تقهقه فأنت ترفع من مناعة جسدك، وإذا رأيت شخصا كثير المرض والسعال ونزلات البرد فاعلم أنه قليل الضحك أو عبوس وقبل أن تنصحه بتناول أدويته اجعله يضحك قليلا، والضحك يجعلك أقل توترا وقلقا، لأنه يخفض من مستوى أربعة أنواع من الهرمونات المسببة للإجهاد. وانظر إلى كبار السن المتفائلين الذين يتوقعون الأفضل دائما، تجد نسبة الوفاة لديهم أقل بكثير من غيرهم وهذا ما أثبتته دراسة أُجريت أخيرا على كبار السن، حيث كانت أقل بنسبة 55 في المائة.
والضحك يذهب الألم، ليس فقط لأنه يلهي عن الأوجاع، بل لأنه يصدر الإندورفين في جسدك، الذي يعد أقوى من المورفين في تسكين الألم. وأظهرت دراسة بريطانية كيف أن 15 دقيقة فقط من الضحك يمكن أن تزيد من تحمل الألم بنسبة 10 في المائة نتيجة لإفراز الإندورفين في المخ. والذي يجعل سعادة غامرة ومشاعر سارة تجتاحك ويلفك بالهدوء والراحة من الألم! واعتمد العلاج بالضحك في بعض المستشفيات لعلاج الاكتئاب ومشاعر الغضب والقلق وخصص له جلسات ومدربون يبثون السعادة ويدفعونك للضحك! ولا تنس أن الضحك معد، لذلك إذا كنت تود أن تكون أكثر سعادة فاضحك وساعد الآخرين على الضحك، وأنت بذلك تحسن علاقاتك بالآخرين وتدفعهم لإسعادك أيضا. وكلما ضحكت مع الآخرين، تذكروك أكثر بالمشاعر الإيجابية، وربطوا وجودك بالسعادة. والضحك من القلب من أفضل التمارين للحجاب الحاجز وتقلص عضلات البطن تاركا هذه العضلات في استرخاء تام. ويعد هذا أيضا تدريبا جيدا للقلب. فالضحك 100 مرة يعادل عشر دقائق على جهاز التجديف أو 15 دقيقة على دراجة التمرين. كما يفرغ رئتيك من الهواء أكثر مما يأخذ، ما يؤدي إلى تطهير يشبه التنفس العميق. وهذا مفيد خصوصا للأشخاص الذين يعانون أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي