رحيل صوت البادية حجاب بن نحيت
أحب البادية فأحبته، وامتزجت نبرة صوته بأصالتها التي كان يعشقها، حتى صار صوتها المعبر عنها أينما حل، إنه الشاعر الكبير حجاب بن نحيت الذي وافته المنية أمس في الرياض عن عمر يناهز 74 عاما بعد مرض ألم به بشكل مفاجئ لم يمهله طويلا حتى توفي.
امتلك ابن نحيت مواهب عدة، فلم يكن شاعرا فحسب، فهو شاعر وملحن ومطرب أصيل، إلى جانب أنه لاعب كرة، إذ سبق له أن مثل نادي الرائد، وكان ملهما بالشعر ووهبه الله جمال الصوت، وكان رائدا للفن الشعبي في نجد خلال الستينيات الميلادية.
وعاش حجاب بن نحيت حياة طويلة حافلة بالعطاء منذ بداية حياته. وولد بالفوارة غرب القصيم عام 1944 وترعرع فيها قبل أن يبرع بالشعر والفن الشعبي، حيث تغنى بالعديد من قصائده الوطنية والعاطفية في أسطوانات شهيرة خلال السبعينيات والثمانينيات الميلادية قبل أن يترك الوسط الفني ويبدأ في العمل الاجتماعي.
عرف اسمه في بداية الستينيات، وكان قبل ذلك قد ترك دياره وتوارى عن الأنظار ليختبر قدراته الصوتية مع أحد الرواد وهو "عبد الله بن نصار" في "المقيبرة" وسط الرياض، وكان يبلغ الـ15 من عمره.
اختبره عبد الله بن نصار لفترة قبل أن يسجل أولى أسطواناته بعقد مالي كبير جعله في ذلك الوقت أغلى فنان سعودي حيث تقاضى 11 ألف ريال دفعة واحدة.
تميز شعر حجاب بتقدم الفكر الشعري، وأبدع كثيرا في توظيف الحوار في قصائده توظيفا يجبر المتلقي على الدخول في جو القصيدة والتفاعل نفسيا معها.
والشاعر الراحل له العديد من الأبناء والأحفاد الذين اشتهروا في الوسط الشعري، ومن بينهم الشاعران عبدالله، وزياد الذي حقق لقب شاعر المليون، إضافة إلى رجل الأعمال ناصر والدكتور أيوب وتركي، وعدد من البنات اللاتي لمعن في عدد من المجالات، من بينهن منيرة وهي مستثمرة في مجالات نسائية، والدكتورة أمينة متخصصة في علم الاجتماع الوراثي.