Author

لا يا كندا .. إلا وطني

|
أنا ممن تخرجوا في جامعة بريتش كولومبيا من فانكوفر في كندا، وأبنائي نشؤوا هناك، ودرسوا أيضا في مدارسها، وتداخلوا مع الشعب الكندي، وتعرفنا عليهم داخليا كشعب من أطيب الشعوب، وقليل العنصرية؛ لأنه شعب متعدد الأعراق، بل إن مدينة فانكوفر كانت تسمى "هانكوفر"؛ لكثرة الصينين "دعابة"، لكن أحيانا تُحكم الشعوب برؤساء عنصريين، لا يفهمون أساسيات التعامل الدولي، ويتدخلون، بل يأمرون على دولة عظمى مثل المملكة. وخلال ساعات يأتي الرد السياسي الحكيم من دولة العزة والكرامة؛ لتأديب هذه السفاهة السياسية، وهذا التدخل في شؤوننا الداخلية. لقد أنسانا هذا التصرف حب هذا البلد، وحرك فينا جيناتنا الوطنية الأصيلة، وهي جينات الولاء والوفاء لمملكتنا الحبيبة. كلنا معشر الأطباء قلنا لا يا كندا.. إلا الوطن. الوطن كان له الفضل بعد الله في دعم جامعاتكم ومستشفياتكم ماليا بنخبة من الأطباء الذين كانوا يشكلون رقما صعبا في تطور الطب في كندا، فكثير من الأبحاث كان أبطالها أطباء سعوديين، والخدمات الصحية في مستشفيات كندا كانت تشهد أن هناك ليالي يكون كل المناوبين من الأطباء السعوديين، الذين ضربوا أروع الأمثلة في المهنية والأخلاق، وحازوا أعلى الجوائز والدرجات، وكانوا ندا شريفا لزملائهم الأطباء الكنديين، وتداخلوا اجتماعيا مع المجتمع الكندي دون أي تصادم، وكان لهم دور إيجابي في العمل الاجتماعي، وكانوا رسلا يُفتخَر بهم؛ حيث نشروا الثقافة السعودية بكل أشكالها، ومارسوا شعائرهم الدينية دون تصادم. بصدق جيل طبي فريد. لذلك؛ فالخاسر الكبير في هذا القرار هم الكنديون، الذين بدا عليهم الارتباك من أول لحظة، فالخسارة عليهم كبيرة، ويصعب تعويضها، وبدأت أصوات العقل والحكمة تظهر على السطح، وبدأ الانتقاد الكبير لهذا الحزب الفاشل، الذي لا يزال يكابر برأيه، معرضا مصالح كندا للتهديد، وهذا الجانب الصحي، فما بالك بالجانب المالي، وتوقف العلاقات التجارية أيضا.. نعم، إن الخاسر هو الشعب الكندي. شكرا لزملائنا الأطباء المتدربين في أمريكا، ضربوا بصدق أروع الأمثلة في الوطنية، بسرعة التجاوب، وعمل حلقات وصل بين زملائنا الأطباء في كندا؛ لنقلهم بأسرع وقت إلى الجامعات الأمريكية وغيرها، وشكلوا خلايا عمل لمد العون إلى زملائهم بأرقى الطرق التقنية والمهنية. شكرا لك أيها الوطن؛ حيث جمعت قلوبنا على حبك، وصغرت كل المشاعر عند كرامتك. لا لا يا كندا "ما هكذا تورد الإبل"، لماذا نسيت حقوق الإنسان في إيران، وهي تنتهك، ولم نسمع أي انتقاد أو تصريح، وتتوجهين بأمر كندي للسعودية! يبدو أنكم تجهلون التاريخ والجغرافيا، لكن كيف نسيتم المبادئ الأساسية في العلاقات الدولية. إنه كبرياء الغرب الجاهل أو المتجاهل بوضعنا الجديد، ونسي أن المارد قد خرج، وبدأ العمل والتخطيط معا، ووضع هدفا اسمه "رؤية 2030"، بدأنا نقطف ثمارها مبكرا، وأصبحنا دولة عظمى رغم جهل أو تجاهل بعضهم بقدراتنا. "ليس هذا مقام ذكر إنجازاتنا المحلية والدولية"، لكن يكفي أننا موجودون في كل المحافل الدولية الطبية والسياسية والاقتصادية والإغاثية وغيرها.. ونملك قرارات عالمية يحسب لها كل فطين حسابا، أما الجاهل السياسي الكندي فعلاجه سريع وفعال دون أي تردد، نقولها: لا لا يا كندا.. إلا الوطن .. إلا السعودية.. ويا فخرنا بوطننا.
إنشرها