مكتبة الحرم المكي .. منارة تشع بالمعرفة أنشئت قبل 1280 عاما
تعد مكتبة الحرم المكي التابعة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من أقدم المكتبات في العالم الإسلامي، حيث أنشئت خلال القرن الثاني الهجري في بداية العصر العباسي عام 160هـ، أي قبل نحو 1279 عاما.
وتعود تسمية المكتبة بهذا الاسم إلى عام 1357هـ، عندما أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، بتشكيل لجنة من علماء مكة المكرمة لدراسة أوضاعها وتنظيمها بما يتفق مع مكانتها وأهميتها، وأطلق عليها اسم مكتبة الحرم المكي.
وكانت الانطلاقة الأولى للمكتبة من إحدى قباب الحرم المكي المخصصة لحفظ المصاحف التي ترد إلى الحرم حتى انتقلت عام 1357هـ لأول مرة إلى خارج الحرم، لتكون تابعة لوزارة الحج والأوقاف حتى عام 1385هـ، حيث ضمت للرئاسة العامة للإشراف الديني في المسجد الحرام، حتى تغير اسمها إلى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأصبحت مكتبة عامة تقدم خدماتها إلى طلاب وطالبات العلم.
يأتي إنشاء مشروع مكتبة الحرم المكي بالقرب من المسجد الحرام، وضمن مشروع التوسعة التاريخية للمسجد الحرام، تأكيداً على مكانة الحرمين الشريفين وحرص الدولة على العناية بهما والاهتمام بمنظومة الخدمات المقدمة فيهما، والأهمية العلمية والمكانة التاريخية لمكتبة الحرم المكي، وليشمل التوجيه إنشاء مقر المكتبة بجوار المسجد الحرام ليكون بديلاً دائماً عن المبنى المستأجر الذي تقام فيه المكتبة في حي العزيزية وفق التصاميم الكاملة والخطط الهندسية للمشروع في أرقى طراز وأحسن مستوى وأبدع تصميم يليق بمكانة المسجد الحرام وكل ما يتعلق به، ولا سيما مكتبة الحرم العريقة التي يمتد عمرها إلى 12 قرناً في خدمة العلم ورواده.
وتقع أرض المشروع على شارع جبل الكعبة في الجانب الشمالي الغربي من مبنى الخدمات لمشروع التوسعة السعودية الثالثة ويخترقها الطريق الدائري الأول.
ويهدف مشروع مكتبة الحرمين ذو الطبيعة متعددة الاستخدامات إلى إقامة مركز علمي وصرح معرفي ثقافي حضاري على مستوى عالمي في العاصمة المقدسة، يتمحور حول مكتبة مركزية تتسع لـ 20 مليون عنوان. ويحتوي المشروع على أدوار الخدمات السفلية ومحطة النقل وعلى عدة أدوار مع تأمين مداخل ومخارج لبعض مكونات المركز الثقافي مثل المعرض والمتحف والقبة السماوية وصالات العرض.
كما يحتوى على قاعة كبرى للمطالعة، وبرج متعدد الأدوار يشمل أماكن حفظ الكتب ومجموعات الكتب المتخصصة ومراكز الأبحاث والترجمة والمكاتب الإدارية، ومركز للمؤتمرات وقاعة كبرى للمحاضرات مع جميع الخدمات الملحقة به تتسع لما يزيد على 1000 مستفيد.
وسيكون للمكتبة مدخل رئيسيي من شارع جبل الكعبة ومن السطح العلوي لمبنى خدمات مشروع التوسعة، ما يعطي الفرصة للربط المباشر بساحات المسجد الحرام، كما سيتم تأمين مدخل خلفي من الطريق المقترح الذي يربط الموقع بشارع عمر بن عبدالعزيز.