تشكيليون: لا مرجعية لتحديد أسعار اللوحات .. وأعمال الرواد تصل إلى 3 ملايين ريـال
يترقب الفنانون التشكيليون في المملكة تغيرا نوعيا في حركة واتجاهات الفن التشكيلي السعودي يتواكب مع التغيرات الاجتماعية في المملكة، ومتماشية مع برنامج جودة الحياة الذي سيجعل الفن والمتاحف السعودية يضاهيان الفنون العالمية ويصبحان رافدا من روافد السياحة في المملكة.
وأكد مجموعة من الفنانين التشكيليين لـ"الاقتصادية"، أهمية وجود مرجعية تحدد أسعار الفنانين في المملكة، والتي إلى الآن تحدد من قبل الفنان ذاته دون أي معايير فنية، وتختلف من فنان إلى آخر، موضحين أن أسعار لوحات الرواد المتوفين تصل إلى ثلاثة ملايين ريال.
وطالب الفنانون بتفعيل قوانين الملكية الفكرية، التي ستلعب دورا في جعل الفن ذي قيمة استثمارية يستطيع من خلالها المساهمة بتوليد الوظائف ودعم الحركة السياحية في المملكة.
وأشاروا الى ضرورة تضافر جهود الجهات المعنية وتأسيس متاحف للفن الحديث ومعاهد متخصصة ووجود قانون يسمح بتفرغ الفنان التشكيلي للعمل الفني لتعزيز حركة الفن التشكيلي وجعل المملكة من المدن التي تزخر بالحركة الفنية.
وقال منصور الحبيل الفنان التشكيلي وصاحب أكبر لوحة في الشرق الأوسط بالأبعاد الثلاثية تجسد تاريخ العرب، أن عدم تفعيل قوانين الملكية الفكرية أدت إلى خفض أسعار اللوحات ومعايير لأسعار الفنانين، حيث إن مسؤولية تحديد سعر اللوحة يقع على عاتق الفنان وصالة العرض.
وأرجع الحبيل سبب ارتفاع أسعار اللوحات العالمية إلى وجود المتذوقين القادرين على الدفع، وندرة الأعمال، مفيدا بأنه لا توجد جهة مرجعية تحدد أسعار الفنانين، ولكن لوحة الرواد المتوفين لها قيمة أعلى، حيث بيعت أول لوحة لمحمد السليم في صالة سوذبي بنحو 180 ألف دولار وبعدها ارتفعت قيم لوحاته.
وعبر عن أمله في أن تسهم وزارة الثقافة في تقريب وجهات النظر، ودعم تدريب الرواد المبتدئين في الفن، حيث إن الفنان الموهوب بدون تدريب علمي يقع في الخطأ ويستمر فيه. وطالب بوجود مراكز يشرف عليها متخصصون في الفن التشكيلي لتوجيه الطلاب وتعويدهم على تذوق الفن الأمر الذي يثري الفن التشكيلي في السعودية.
من جهته، قال الفنان التشكيلي حسن النعمي، إن أسعار اللوحات في المملكة معقولة وليست مبالغ فيها، مشيرا إلى عدم إدراك البعض لقيمة الفن والفنانين يجعلهم يعتقدون أن الأسعار مبالغ فيها، حيث تحدد أسعار اللوحات حسب قيمتها وقيمة واسم الفنان.
وأرجع سبب ارتفاع أسعار اللوحات الفنية العالمية إلى قيمتها الفنية أو التاريخية وقد تكون لقيمة اسم الفنان وأهميته.
ولفت إلى أن الفن التشكيلي من أكثر الفنون التي تسهم في نشر وتوسيع الثقافة والذائقة الفنية في المجتمع السعودي، منوها إلى ضرورة الاهتمام بالفنانين وإنشاء مراكز ومعاهد ومؤسسات تختص بالفن التشكيلي لدعم تطوير الفن التشكيلي وتوسيع آفاق الفنانين والمجتمع السعودي بشكل عام.
بدورها، أوضحت بدور السديري الفنانة التشكيلية التي حصلت على عدد من الجوائز الدولية في إيطاليا ولندن وتركيا، واختيرت في تقرير بعثة المملكة لدى الاتحاد الأوروبي من أبرز السعوديات في القمة للمساهمات الإبداعية في مجال الفنون، أن الفن البصري السعودي سينافس الفنون العالمية قريبا بسبب الجهود والاهتمام الكبيرين اللذين تبذلهما الجهات المتعددة سواء حكومية وهيئات متخصصة وقطاعات مختلفة وجامعات.
وبينت السديري، أن الفن التشكيلي في المملكة بحاجة إلى النظر إليه أيضا من منظور اقتصادي واستثماري لضمان استمراريته، لقدرته على إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية وتحقيق عوائد استثمارية للمملكة، مستشهدة بتجارب الدول التي أصبحت تنافس دوليا بوجود أقوى الأعمال الفنية في متاحفها.
وأضافت أن الفن البصري السعودي في حاجة إلى توحيد الجهود بين الجهات والمؤسسات المختلفة، ليكون تأثيرها أكبر، فهناك العديد من الجهود التي تبذل لتطويرهذه الصناعة في المشهد السعودي.
وأبدت تطلعها إلى تسخير الكفاءات الوطنية والجهات المعنية لدراسة مكثفة لسوق الفن، لأن الوقت مليء بالتحديات مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
من جانبها، أكدت الدكتورة هدى الرويس الفنانة التشكيلية التي اهتمت بإدخال تقنية الحاسب الآلي والخامات والوسائط لكسر جمود اللوحات المرسومة، أن الفن التشكيلي يمر الآن بفترة انتقالية تواكب التغيرات الاجتماعية الحاصلة في المملكة.
وأشارت إلى أن الفرصة أصبحت مواتية أكثر للفنانين للمشاركة في المعارض العالمية، والمجتمع للتعرف على كافة أنواع الفنون وهو ما سيسهم في تطوير الفن التشكيلي، خاصة مع تأسيس هيئة عامة للثقافة واهتمام المدارس بالتوعية بهذا الفن، مشيرة إلى أن هناك معرضا أقيم لمشاركات أعضاء الهيئة التعليمية وحضرته 400 زائرة في ثلاثة أيام.
واعتبرت أن الفن التشكيلي في المملكة يعاني إشكاليات أهمها عدم وجود جهة مرجعية لتسعير الألواح الفنية، فهذا يعتمد على الفنان وحده وهو ما يجعل أسعار اللوحات مبالغ فيها مقارنة بالتاريخ الفني ومدى تأثير الفنان بخطوط واتجاهات الحركة الفنية في المملكة.
من جهته، قال لـ"الاقتصادية" بندر الجريان مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في الرياض، إن الجمعية تستهدف من خلال استراتيجية عمل، إقامة فعاليات متنوعة لتنمية التذوق الفني لدى الأسرة، وبالتالي توسيع دائرة اقتناء رجال الأعمال ومؤسسات القطاع الخاص لكي تشمل الأعمال السعودية.
وأوضح أن الجمعية سعت إلى تهيئة البنى التحتية لمقارها، مع تمكين الفنان من ممارسة الفن المدعم بقيم فكرية وثقافية وفنية تقدم له لتطوير أسلوبه، وإتاحة الفرصة له للمشاركات الفنية سواء المحلية والدولية.
وبين الجريان أن عدل المسجلين في الجمعية يزيد على 10 آلاف فنان من ممارسين وهواة، موضحا أن أسعار اللوحات الفنية في المملكة تختلف باختلاف اسم الفنان، حيث إن أعمال الرواد تصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين ريال وتتناقص بحسب عمر ومقاس العمل، وهناك أعمال فنية سعودية تشكل ثرورة تضاهي اللوحات العالمية.
وأكد أن الفن التشكيلي في المملكة استطاع أن يعبر عن التطور في المجتمع السعودي، لافتا إلى وجود الكثير من الفنانين الذين عبروا عن حاجات وتغيرات مجتمعية وذلك من خلال إنتاجهم الفني الخاص أو في المناسبات الرسمية والفعاليات الفنية.