فتيات يمتهن النجارة وأخريات ينطقن جمالا من خلال الرسم
تحتضن قرية الورد المضيئة في مهرجان الورد والفاكهة 39، المقام تحت رعاية مجلس التنمية السياحية في منطقة تبوك، وتنظيم فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المنطقة، العديد من المواهب الإبداعية لفتيات سلكن طريق التميز حد الإبهار، فمن فتاة تقتحم عالم النجارة إلى أخريات من ذوي الاحتياجات الخاصة "الصمم والبكم"، ينطقن فقط من خلال الرسم جمالا تجسد في الرسم الحر على مرسم القرية.
ففي مقدمة الموهوبات تقف الفتاة أريج الحويطي 28 عاما، مستعرضة نتاجها الإبداعي في مهنة "النجارة"، التي أبدعت فيها دون اللجوء إلى المدارس المهنية، بل وتطور عملها حتى باتت تبدع في مجال الديكور المنزلي.
وتقول أريج عن مهنتها "لقد ارتسمت لدي هواية النجارة منذ فترة ليست ببعيدة، حيث بدأ اهتمامي بإصلاح قطع الأثاث وصناعة الديكور في منزلنا، لتتحول الهواية إلى حرفة، فتمردت على الصورة الذهنية التقليدية التي تعتبر عمل المرأة في مثل هذه المهن أمرا بالغ الصعوبة، فبدأت أفتش عن أسرار هذه المهنة وطرق تعلمها دون اللجوء إلى مدارس مهنية
نظرا لانعدامها في منطقة تبوك من جهة، ومن جهة أخرى لأنها مهنة في الغالب مقتصرة على الرجال، فقررت أن أشق طريقي في هذا المجال بتشجيع كامل من أسرتي، إلى أن جاءت فرصة المشاركة في مهرجان الورد والفاكهة في نسخته الحالية، لأتخذ من هذه الهواية طريقا للنجاح.
وأشارت إلى أنها وجدت كل الدعم من زوار جناحها في القرية المضيئة الذين بقدر ما يبدون دهشتهم يبدون دعمهم لها وتشجيعهم الكامل لعملها، مبينة أنها فخورة بما تقدم وتطمح إلى إنشاء مدرسة متخصصة في هذا المجال لتعليم الفتيات في المنطقة مهنة النجارة وخلافها من المهن التي لا تعتبر في الأصل حكرا على فئة دون أخرى في المجتمع.
وفي الركن الذي لا يبعد كثيرا عن أريج، تجلس ثلاث فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة مستعرضات أمام جمهور المهرجان إبداعاتهن المتمثلة في الرسم وفنونه ورسم الأزياء، صانعات بذلك لغة بينهم وبين الجمهور مضمونها الإبداع ، وعبر مترجمة لغة الإشارة عبرن عن سعادتهن بالمشاركة في المهرجان، مؤكدات أن تفاعل المجتمع معهن قد شكل حافزا كبيرا سيدفعهن لمزيد من الإبداع بعد أن كن أسيرات لجدران المنازل.
بدورها، قالت مشرفة المعرض سحر الجهني إن القرية التي تضم بين جنباتها المضيئة بنتاج المبدعات، العديد من المواهب من مختلف الأعمار من الأصحاء وذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وكفيفات البصر، مشيرة إلى أن معظم المشاركات قد تمثلت في الرسم والكتابة الإبداعية التي يقمن على البعض منها كفيفات البصر، إضافة إلى تصميم الأزياء والإكسسوارات والهدايا وتصاميم المونتاج والفن تشكيلي والرسم السينمائي والرسم على الزجاج وخلافها من الإبداعات التي تكتنزها الموهوبات في المنطقة.
وأضافت "يعد المعرض فرصة لاكتشاف الطاقات المبدعة ودعمها ورعايتها والنهوض بها، لتطوير وصقل مواهب الموهوبات وتحقيق طموحاتهن ومنفعة المجتمع، وتحقيق استثمار الموهبة من خلال مثل هذه المهرجانات والفعاليات، تبعا لرؤية الوطن 2030، كما أن المعرض هدف إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأصحاء لجعلهم أعضاء فاعلين في المجتمع.