الناس

تجارة الحيوانات المفترسة .. خطر تجاوز حدود كسب المال

تجارة الحيوانات المفترسة .. خطر تجاوز حدود 
كسب المال

تتجاوز تجارة الحيوانات المفترسة في المملكة حدود كسب المال، إلى خطر يهدد سلامة عامة الناس في الأحياء والبيوت والمناطق السكنية، ولا سيما مع عدم تخصص من يمتلك تلك الحيوانات.
وتحولت تلك التجارة إلى ظاهرة في الآونة الأخيرة، لكنها خارج إطار القانون، سواء عبر المواقع الإلكترونية، أو ساحات الأسواق المخصصة لبيع الحيوانات.
وتبدأ أسعار النمور بمختلف أنواعها، من 70 ألف ريال إلى 100 ألف ريال، فيما تصل أسعار أشبال الأسود إلى 37 ألف ريال، والفهود الإفريقية 35 ألف ريال، والذئاب من 12 ألفا حتى 25 ألف ريال.
وقال لـ "الاقتصادية" بندر الفالح مدير إدارة التراخيص في الهيئة السعودية للحياة الفطرية، "إن الهيئة تعمل على مشروع توسعة مركز الإيواء القائم حاليا في مدينة الرياض"،
وأوضح الفالح أنه ستتم إضافة مركزين جديدين في كل من المنطقتين الشرقية والغربية، في إطار مبادرة تطوير منظومة الاتجار بالكائنات الفطرية ومنتجاتها وإدارتها المتكاملة التي تندرج ضمن مبادرات برنامج التحول الوطني 2020.
وأكد أن استيراد الحيوانات المفترسة للأغراض التجارية أو الاستعمال الشخصي في البيوت والاستراحات، مُنع منعا باتا، وذلك وفق الأمر السامي الكريم الذي قضى بذلك.
وأشار إلى دعوة الهيئة السعودية للحياة الفطرية المتكررة كل من لديه معلومة حول تربية أو تكاثر الحيوانات المفترسة، أن يقدمها إلى الجهات الأمنية، للوقوف على هذه المخالفات وضبطها، وذلك بالتنسيق بين وزارة الداخلية والهيئة السعودية للحياة الفطرية.
وفيما يتعلق بالغرامات، أوضح الفالح أنها تطبق من قبل الهيئة وفقا لما نص عليه نظام الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها، موضحا أن الغرامة تصل إلى عشرة آلاف ريال سعودي كحد أقصى وتتضاعف في حال تكرار المخالفة.
وحول الجهات المرخص لها باستيراد المفترسات، بين أن الجهات الحكومية هي المخول لها فقط.
وأكد صعوبة حصر أعداد الحيوانات المفترسة التي يتم إدخالها إلى المملكة، لكون ذلك يتم بطرق غير نظامية وغير مشروعة.
وعن التجارة غير المشروعة في السوق الإلكترونية المتعلقة بالحيوانات المفترسة، قال "إن نظام الاتجار بالكائنات الفطرية المهددة بالانقراض ومنتجاتها ينص على منع الاتجار بالكائنات الفطرية ومنتجاتها إلا بترخيص من الهيئة السعودية للحياة الفطرية".
ولفت إلى أن النظام لم يفرق بين الأسواق الإلكترونية أو الأسواق الفعلية، كما أن عرض المفترسات فيها يعتبر مخالفة للنظام واللوائح لكون الهيئة لم ترخص باستيرادها أو عرضها.
بدوره، قال منصور الخنيزان مؤسس الجمعية السعودية للرفق بالحيوان، "إن اقتناء الحيوانات المفترسة أصبح ظاهرة دافعها الهواية والعبثية لدى بعض الشباب، والمباهاة ومحاولة كسب الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي".
وبين الخنيزان أن الجمعية تنسق مع الجهات المختصة في سبيل القبض على المخالفين من ملاك الحيوانات المفترسة، الذين بدورهم يقومون بنشر مقاطع الفيديو والصور، وذلك لإيقاع أشد العقوبات عليهم وللحد أيضا من هذه الظاهرة.
من جهته، قال الدكتور داود محمد، المختص بمعالجة الحيوانات المفترسة والأليفة، "إن هذا النوع من الحيوانات يحتاج إلى متطلبات وعناية فائقة طبيا منذ الصغر وفحص جسدي كامل بين فترة وأخرى، وذلك حتى لا يتعرض للعدوى والأمراض القاتلة، إضافة إلى مدرب متخصص يحسن التعامل في الأوقات الحرجة، وهذا ما لم يتوافر لمعظم مهربيها بالطرق غير الشرعية".
وأشار إلى أن معظم مهربي الأسود، الفهود، والنمور يفضلون دائما تهريبها وهي في أعمار لم تتجاوز السنة والنصف، باعتبارها مشابهة إلى حد كبير للقطط التي تعد من الحيوانات الأليفة.
وأضاف أن "الحيوانات المفترسة تحتاج إلى عدة تطعيمات دورية باستمرار حتى لا تصاب بالفيروسات التي تؤثر في صحتها، ما قد يتطلب استدعاء الطبيب البيطري الذي لا يحسن التعامل مع هذا النوع من الحيوانات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمهرب يملك الهواية ولا يملك الكفاءة اللازمة للتعامل معها".
وحول طلب المعونة من الأطباء البيطريين في حال مرورها بعارض صحي قال "إن معظم ممتلكي الحيوانات المفترسة يضعونها في أماكن بعيدة عن المدن، سواء كان ذلك في المزارع أو إحدى الفلل الخاصة"، مشيرا إلى أن الوصول إليهم يعتبر صعبا نوعا ما بالنسبة إلى الأطباء".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الناس