هالة المرواني .. أيقونة الصبر والإلهام في مواجهة السرطان
رحلت الشابة هالة المرواني إحدى المتطوعات في مجال تقديم الدعم النفسي والمادي لمرضى السرطان، وذلك بعد معاناة مع هذا المرض الذي لازمها لخمس سنوات، حيث كان التحدي والإصرار في مواجهة المرض ملهمة للمصابين بالمرض.
وعلى الرعم من صغر عمر هالة، التي أصيبت بالسرطان ثلاث مرات، إلا أنها كانت أيقونة للصبر والصمود، حيث أعطت دروسا عظيمة في الصبر والرضا بقضاء الله وقدره ولم تستلم للمرض، إذ أكملت دراستها في تخصص يخدم مجتمعها لمناقشة المشاكل التي تواجه مرضى السرطان.
وجاءت مواجهة وقوة بأس هالة للمرض وعدم اليأس من رحمة الله دافعا لها في توعية المجتمع، حيث كانت طوال السنوات الماضية ملهمة للجميع بصبرها وقوتها في مواجهة المرض، ما دعا ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي بوضع وسم خاص بها يتذكرون مواقفها البطولية، وعباراتها المتفائلة بالحياة.
وأصيبت هالة بالسرطان قبل خمس سنوات، حيث داهمها الورم في القدم اليسرى وتعالجت منه، ثم انتقل إلى القدم اليمنى فخضعت لعلاج كيماوي لعدة شهور، قبل أن يبلغها الطبيب بوجود سرطان بالرئة، فبدأت رحلة جديدة من العلاج إلا أن حالتها تدهورت حتى توفت.
وتعد هالة المرواني، التي تخرجت في جامعة الملك فيصل قسم الخدمة الاجتماعية، من أبرز الناشطات في العمل التطوعي في المدينة المنورة، خاصة في مجال تقديم الدعم النفسي والمادي لمرضى السرطان.
وأكد المغردون خلال وسم شارك فيه الكثير من المسؤولين والناشطين في منصة "تويتر" أن الراحلة شاركت في تكوين "ملتقى متعافي المدينة" لإيجاد قنوات تواصل بين المرضى وأسرهم حول المرض وأعراضه، وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل معه، وزيادة الوعي في مجتمع المدينة المنورة بمرض السرطان وأهمية الكشف المبكر. وقال بدر العساكر مدير المكتب الخاص لولي العهد في تغريدة له: "سمت على المصاعب روحا وعلما وفكرا.. زرعت الإلهام في قلوب الكثيرين.. صنعت مثالا للشابة السعودية.. فاللهم ارحمها واغفر لها واجعل عطاءها ومرضها شفيعةً لها".
وشاركه الرأي الدكتور عبد الله الفريدان في تغريدة له قائلا: "رحلت إحدى خريجات التعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل بعد معاناة طويلة مع مرض شفاها الله منه ثم عاد لها من جديد، كانت صاحبة قصة ملهمة، رحلت لبارئها وستبقى ذكراها العطرة".
من جانبها، قالت لمياء الدوسري مدربة في التنمية البشرية في تغريدة لها: "هالة فتاة أصيبت بالسرطان ثلاث مرات وبشخصية فذة وقوية وإرادة وعزيمة شاركت مجتمعها وتطوعت في مجالات مختلفة وأسهمت في التخفيف على مرضى السرطان الله يرحمها ويغفر لها ويتجاوز عنها يارب".