«مسك جدة التاريخية» .. تجمع للأحبة على رائحة القهوة الحجازية
عديد من زوار ورواد المنطقة التاريخية بجدة، تحلقوا ووجدوا بكثافة حول البسطات والعربات المنتشرة على جنبات أزقة جدة القديمة، بعد أن استطاعت رائحة القهوة الحجازية والكبدة الطازجة والمأكولات الشعبية جذبهم ولفت انتباههم، ولا سيما أنها امتزجت بنفحات شهر رمضان المبارك.
وتأتي هذه الفعاليات والأجواء ضمن مبادرة "مسك جدة التاريخية" التي أطلقها مركز مبادرات مسك التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز، حيث بدأت في العاشر من رمضان الجاري وتستمر حتى 18 من الشهر نفسه.
وتلقى البليلة والوجبات الخفيفة والعصائر والحلويات الحجازية القديمة رواجا وحركة بيع كبيرة من مختلف شرائح المجتمع، وجذب تنوع المعروضات أعدادا كبيرة من الزوار، حيث شهدت المحال النسائية لبيع الملابس التراثية الفلكلورية ومحال بيع البخور والعطور والمشغولات اليدوية إقبالا كبيرا من العائلات لاقتناء الهدايا وأدوات الزينة.
وأوضح عدد من أصحاب البسطات، أنه تم الإعداد والتجهيز لتوزيع البسطات عليهم داخل المنطقة التاريخية بطريقة منظمة وغير مزعجة للزوار.
يذكر أن المنطقة التاريخية بجدة ما زالت تحتفظ بمخزون من التراث والذكريات تجعلها أكثر جمالا خلال شهر رمضان، من خلال تزيين شوارعها وأروقتها ونواصيها وأزقتها القديمة، وما زالت عادات الأهالي فيها تجمع الأحبة في هذا الشهر المبارك، إلى جانب تشريع المنازل وتزيينها بالأنوار، وارتداء اللباس الخاص القديم والمعروف في رمضان والقيام بترديد الأهازيج استقبالا للزوار، حيث تشكل تلك الطقوس ملامح جمالية لمدينة جدة في هذا الشهر بالمنطقة التاريخية.
وكان مركز مبادرات مسك التابع لمؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز "مسك الخيرية" قد أطلق يوم السبت الماضي، فعاليات "مسك جدة التاريخية".
وتهدف الفعاليات المقامة في المنطقة التاريخية بجدة في شهر رمضان، إلى إبراز أهمية المنطقة تاريخيا، والحث على المحافظة عليها كونها إحدى المناطق التراثية المعتمدة عالميا من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إضافة إلى ربط المجتمع بالعادات الأصيلة، عبر إعادة إحيائها بفعاليات وأنشطة ثقافية وتعليمية.
وستُمكِن فعاليات "مسك جدة التاريخية" رواد الأعمال من الشباب والشابات من خلال دعمها لمشاريعهم الصغيرة الموزعة في مسار الفعاليات، إضافة إلى توظيف مجموعة كبيرة منهم أثناء إقامة الفعاليات.
ومن المنتظر أن تقدم فعاليات "مسك جدة التاريخية" خلال تسعة أيام مزيجا متنوعا من البرامج الترفيهية، والتعليمية، والتراثية، والثقافية، والتي ستعطي الزوار انطباعات مختلفة لمعرفة العمق التراثي والحضاري للمنطقة التاريخية بجدة.
وتتوزع برامج "مسك جدة التاريخية" إلى عدة فعاليات تشمل "جناح مسك، والحكواتي، والسوق، والمكتبة، والمتحف، ومنطقة الفنون، ومنطقة الطفل، ومسرح الشارع، والألعاب الشعبية، والمطاعم".
وتتضمن الفعاليات فقرة "الحكواتي" وهم عدة رواة من مختلف الدول، وهي عبارة عن جلسات متتالية لسرد القصص في مجالات متعددة، حيث يلتف الزوار فيها حول الراوي للاستماع إلى أحاديثه التي يتنوع محتواها بين الإرث المحلي والعالمي.
وتؤدي "المكتبة" في الفعالية الدورين الثقافي والمعرفي لجدة التاريخية من خلال توفير الكتب التراثية والثقافية التي ستعين الزوار على الاستزادة المعلوماتية عن مكونات وتفاصيل المنطقة، وبخاصة قبل هدم سور المدينة القديم في عام 1947.
بينما تحتوي منطقة "الألعاب الشعبية" على ألعاب كانت جزءا من ذاكرة السعوديين في مناطق المملكة، وتضم منطقة المطاعم أصنافا عديدة من المأكولات المرتبطة بشهر رمضان.
وسيقدم "مسرح الشارع" مشاهد تمثيلية كعروض قصيرة بالتفاعل مع الجمهور، تحاكي تاريخ تكوين مجتمع جدة، وتحتوي منطقة "الفنون" على معرض متنوع، وبرنامج الرسم التفاعلي، فيما تضم منطقة "الطفل" مسرح الدمى، وورش عمل يتعلم فيها الأطفال كيفية صناعة الدمى.
وستشمل فعاليات "مسك جدة التاريخية" منطقة "المتحف" وتضم معرضا للصور، فيما تحتوي منطقة "المعالم التاريخية" متحف الضيافة، ومعرض الفن التشكيلي، ومكتبة، وبيت المتبولي، ومقعد الدانة، وبيت باعشن، وجدرانية جدة، وأيامنا الحلوة.