تربويون: التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ينمي قدرات الطفل العقلية والابتكارية
جاء تخصيص وزارة التعليم معرضها والمنتدى الدولي للتعليم في نسخته السادسة نهاية شهر رجب الجاري للحديث عن مرحلة الطفولة المبكرة، تأكيداً على أهمية مرحلة الطفولة المبكرة في تنمية قدرات الطفل العقلية والابتكارية، وموافقة لاهتمام القيادة بأهميتها والتي في ضوئها أطلقت عدة مبادرات وطنية لدعم الطفولة المبكرة وتحقيقا لرؤية 2030.
ويرى تربويون أن بادرة الوزارة في تخصيص عنوان معرضها المقبل عن "التعليم والتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة" يصب في مصلحة التعليم في المملكة، خاصة في هذه المرحلة، حيث تعد من أهم المراحل في حياة الإنسان كونها حجر الأساس لصقل الشخصية وتطويرها، وذلك لأن النمو في هذه المرحلة يكون سريعا، خاصة النمو العقلي والفكري. وأكدوا لـ"الاقتصادية"، أن السنوات الأولى هي مرحلة من مراحل حياة أي إنسان يمتد أثرها لأمد الحياة، حيث إنها تشكل أعلى المراحل الحيوية لنماء الطفل وتطور قدرته على التعلم في فترة قصيرة وبشكل مكثف. وقال سالم الشهري إخصائي اجتماعي، إن السنوات الثمانية الأولى لها أهمية كبرى، نظرا لأن التأثيرات المترتبة على الرعاية والاهتمام اللذين يلقاهما الطفل في هذه المرحلة تستمر طوال حياته، حيث إن التعلم لا يقتصر على سن معينة أو على بيئة دراسية رسمية، ففي الواقع قدرة الطفل على التعلم تبدأ لحظة ولادته، وتستمر في تنمية مرحلة الطفولة المبكرة.
وشاركه الرأي عبد الملك الزعبي باحث في التربية، حيث أكد أن بادرة الوزارة بتخصيص الطفولة والتعلم في هذه المرحلة وجعلها شعار المنتدى، خطوة مهمة لتوعية المجتمع بأهمية هذه المرحلة الحساسة من حياة الإنسان، مشيراً إلى مجموعة واسعة من البحوث التي أجريت في مجالات علم الإنسان، وعلم نفس النمو، والطب، وعلم الاجتماع، وعلم التربية والتعليم، وشددت على الأثر الحاسم للتنمية في المرحلة المبكرة للطفولة في تكوين القدرات الذهنية وتكوين الشخصية واكتساب السلوك الاجتماعي.
وأشار إلى أنه يمكن للتأثيرات التراكمية المترتبة على الإهمال في هذه الفترة أن تستمر طيلة الحياة.
فيما أكدت أروى القصير إخصائية تربوية، أن اهتمام الوزارة بالطفولة جاء تأكيداً لأهمية هذه المرحلة، لافتة إلى أن الاهتمام بالتعليم المبكر يسهم في تحسين مخرجات التعليم، كما أن مرحلة رياض الأطفال أكثر مرحلة تكتسب العادات والسلوكيات والمعلومات بسرعة وتشكل شخصية الطفل التي سينشأ عليها فيما بعد.
وأشارت القصير إلى أهمية تكاتف الجهود والرؤى من أجل زيادة الوعي في هذه المرحلة والوصول لأفضل السبل لذلك، مبينة أن المعرض وورشها ستسهم في تسليط الضوء على أهمية مرحلة التعليم والتعلم في مرحلة الطفولة المبكرة. ويستضيف المعرض والمنتدى الدولي للتعليم في دورته المقبلة الولايات المتحدة الأمريكية كضيف رئيس، فيما يشارك عديد من المنظمات والجهات المتخصصة في الولايات المتحدة وأوربا وآسيا ودول أخرى، حيث يصاحب جلسات المنتدى الدولي السادس للتعليم معرضٌ يتيح الفرصة للمشاركة والتعرّف علـى فرص الاستثمار فـي السوق السعودية، إضافة إلى أوراق العمل والورش المصاحبة له طيلة انعقاده.