البليلة في «الجنادرية» .. نافست البرجر وحافظت على سعرها

البليلة في «الجنادرية» .. نافست البرجر وحافظت على سعرها
البليلة في «الجنادرية» .. نافست البرجر وحافظت على سعرها

"كلوا البليلة بالكمون مع الفلافل والليمون".. بهذا الشعار كان هاشم عجيب؛ عمدة بليلة زمان يجتذب زوار الجنادرية الذين تهافتوا لتجربة البليلة "الممخمخة" على حد قوله.
وقال عجيب لـ "الاقتصادية" إن البليله يستغرق طهيها ساعتين وتتكون من الحمص ودقة البليلة، إلا أن طعم البليلة يعتمد على نفس من يعدها ويطهوها، موضحا أنه يقوم بتدريب الشباب على إعدادها في شهرين، لكن خبرة 45 عاما تفرق في المذاق النهائي لها.
هاشم، الذي يشارك في مهرجان الجنادرية منذ 16عاما أكد "لأن مهرجان الجنادرية شهد تطورا ملحوظا وزيادة في عدد الزوار، وبالرغم من شغف الأطفال الحالي بالبطاطس المقلية والهمبرجر والشوكولاتة، إلا أن هذا لم يؤثر في شغفهم بالبليلة وطلبهم لها".
وأوضح أن شهرة بليلة زمان استمدت من طعمها ومن تشجيع ودعم الملوك والمسؤولين لها، حيث تذوقها خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة الرياض وأمير منطقة القصيم، وهذا أكبر من أي دعاية أو إعلان.
وأشار إلى أن ما يميز البليلة هو محافظتها على السعر المعقول على الرغم من ارتفاع أسعار السلع والخدمات، إلا أن سعرها الذي لا يتجاوز عشرة ريالات مكنها من أن تكون في متناول كل المستويات الاجتماعية.
وفي سياق متصل، اعتاد زوار جناح “بيت المدينة” في الجنادرية على مدار 25 عامًا، على سماع الصوت الشجي للمعلم “رضا” وحكاياته الدائمة مع “البليلة”، فلم يعد المعلم رضا بائعا خفيا في بيت المدينة، بل أصبح مقصدا لزوار الجنادرية كافة، فكلما اقتربت من متجر المعلم “رضا” الذي لا تتجاوز مساحته ستة أمتار، فاحت روائح البليلة الزكية، ذات الطعم المميز والخاص بنكهاته وخلطاته المعتادة.
ويقف المعلم رضا عثمان الزويتيني الشريف “55 عاما”، المشهور بالمعلم رضا على باب العنبرية لجناح المدينة المنورة، مردداً أهازيج شعبية يستقبل فيها زبائنه بالكمون والفلافل والليمون، (يا بليلة بلبلوكي، سبع جواهر ثمنوك، بدمع العين أغلوك)، وهذه الأهزوجة الجميلة في شعبيتها حفظها الصغار والكبار، من رواد المعلم الرضا، الذين كانوا ينتظرونه سنوياً.
ويروي الزويتيني تاريخه مع البليلة الذي امتد لأكثر من 33 عامًا، حيث يقول” تعلمتها واكتسبت خبرة في ذوقها، حتى زبائني أصبحوا من كل مناطق المملكة” ، مضيفا “ أكسبتني الجنادرية من خلال المشاركة فيها، شهرة واسعة، حتى أصبحت مطلباً للزبائن في التجهيز لبعض المناسبات”. ولا يتوقف المعلم رضا على صنع البليلة بطريقته الخاصة فقط، بل يشتهر أيضا بالبليلة المخللة، والترمس، والعاشورية، والسحلب، والحلبة، والفول النابت، والخل البلدي، وهذه الوجبات الشعبية تحتاج إلى خبرة طاهٍ عرف مذاق زبائنه، على حد قوله.
وأوضح المعلم رضا، أن المردود الاقتصادي لبيع البليلة وهذه الأكلات الشعبية داخل الجنادرية ليس مجزياً بالشكل المغري، كما يظن البعض، لأننا نبيع الأكلات الشعبية تقريباً بنصف الأسعار الحقيقية، بيد أن الربح يكون معقولاً بحجم الزبائن الذين يتوافدون على المحال.

الأكثر قراءة