الموت يغيب أبا بكر سالم بعد 5 عقود من العطاء
طوى الموت أمس الصفحة الأخيرة من حياة الفنان أبي بكر سالم بالفقيه، السعودي اليمني الأصل، بعد أكثر من خمسة عقود من العطاء الفني الذي أثرى الساحة العربية، عن عمر يناهز 78 عاما.
ولد الفنان اليمني الأصل أبوبكر بن سالم بن زين بن حسن بالفقيه في الـ17 آذار (مارس) من عام 1939 بمدينة تريم التاريخية في مدينة حضرموت جنوبي اليمن، وحصل على الجنسية السعودية في سبعينيات القرن الماضي، وعاش متنقلا بين مدن عدن وبيروت وجدة والقاهرة إلى أن استقر أخيرا في الرياض.
ويعتبر الفنان أبوبكر سالم بالفقيه من رواد الطرب الأصيل على مر عقود في الوطن العربي، وتشرّب الفن والأدب من أنقى ينابيعه الأصيلة وغدا علما من أعلام الفن الحضرمي اليمني خاصة والعربي عامة، وأسس لنفسه مدرسة خاصة سميت باسمه وتتلمذ على يده جيل بأكمله.
وخرج الفنان أبوبكر سالم في أعماله الفنية عن الإطار المحلي إلى الإطار العربي بعدما سافر إلى مدينة بيروت وسجل عديدا من الأغاني الجديدة، وشارك في عدد من الحفلات في دول الخليج العربي.
وعلى مدى 50 عاما شكل أبوبكر سالم ثنائيا مميزا مع الشاعر اليمني الراحل حسين المحضار، الذي كان أعذب ما يكتبه يغنيه الفنان أبوبكر سالم الذي تألق هو الآخر وأبدع في غنائه، حيث غنى له الكثير من الفنانين العرب على مدى عقود مثل نجاح سلام ونازك ووردة الجزائرية، وطلال مداح، وعبد الله الرويشد الذي كان يعتبر أبابكر أبا له.
وحصل الفنان أبوبكر سالم خلال مسيرته الفنية على عديد من الأوسمة والجوائز والتكريمات، منها الكاسيت الذهبي من إحدى شركات التوزيع الألمانية، وجائزة منظمة "اليونسكو" للفن، ووسام الثقافة في عام 2003، وتذكار صنعاء عاصمة الثقافة العربية عام 2004، وقلده الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، وسام الفنون من الدرجة الأولى عام 1989، ومنحته جامعة حضرموت درجة الدكتوراه الفخرية في عام 2003.
وكرّم أيضا أبوبكر من قبل الإمارات وحصل منها على وسام من الدرجة الأولى في الفنون والآداب وأهداه الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان سيفا من الذهب الخالص احتفظ به حتى قبيل وفاته بعد صراعه الطويل مع المرض.