مركز لفن «القط العسيري» .. وسعي لتسجيل «الجنادرية» في «اليونسكو»
أكدت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث عزمها على تأسيس مركز خاص لفن القط العسيري، بعد نجاح المملكة في تسجيله كثالث تراث غير مادي للمملكة في "اليونسكو"، كإنجاز عالمي يضاف للسعودية في المجال الثقافي.
وقال لـ"الاقتصادية" عبدالرحمن العيدان مدير عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، إن الملف المقبل الذي تعتزم الجمعية تسجيله هو الجنادرية وبعدها كسوة الكعبة، مشيرا إلى مراعاة التوازن في المناطق خلال السعي لتسجيل التراث في "اليونسكو"، حيث بدأ الأمر بالعرضة النجدية ثم رقصة المزمار في منطقة الحجاز.
وبين أن سيدتين في الجمعية هما المسؤولتان عن ملفات التراث غير المادي، حيث يتم التقديم على ملف واحد سنوياً بطريقة تحفظ كل كتاباته وطريقته، إضافة إلى فيلم مدته عشر دقائق، منوها بأن تسجيل الملف في "اليونسكو" يحفظه للأجيال المقبلة، ويدعم المملكة سياحيا، إذ لا تقاس الدول بقوتها الاقتصادية فقط، بل بقوتها الثقافية وبحجم التراث المحفوظ لدى "اليونسكو".
وأوضح العيدان أن المركز يأتي في سياق الحفاظ على التراث بعد تسجيله في "اليونسكو"، حيث يشتمل التراث غير المادي على الحكايا والحرف والفنون بكل أنواعها، بخلاف التراث المادي الذي تعمل هيئة السياحة على توثيقه كجدة ومكة، لافتا إلى أن هذا الإنجاز ناتج عن الشراكة المثمرة مع وزارة الثقافة والإعلام المندوبة الدائمة لدى "اليونسكو" وهيئة السياحة والتراث الوطني وإمارة منطقة عسير.
وكانت الجمعية السعودية للمحافظة على التراث "نحن تراثنا" قد شاركت مع وفد المملكة الدائم لدى "اليونسكو" في الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في جزيرة جيجو في كوريا الجنوبية خلال الفترة 4 إلى 9 ديسمبر الجاري، بحضور المندوب الدائم لدى "اليونسكو" الدكتور إبراهيم البلوي وفريقي عمل الجمعية والمندوبية.
من جانبها، باركت الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث للوطن هذا الإنجاز الثقافي والتراثي المهم بتسجيل ملف فن القط العسيري.
ويد "القط العسيري" أو ما يعرف بفن نقش المنازل من الداخل نوعا من الفنون الذي برعت فيه نساء عسير خاصة نساء بلاد رجال ألمع، حيث يحاكي الفن التجريدي بمختلف مكوناته وعناصره الإبداعية، ولقد أبدعت المرأة الألمعية في وضع النقوش والألوان بفطرتها وسليقتها ونظرتها الجمالية نحو الأشياء.
ويمثل "القط العسيري" فنا مستقلا له دلالاته الاجتماعية، إذ يعرف ذوق المرأة من خلال تزيينها لمنزلها، والقط أو النقش عبارة عن خطوط وتشكيلات جمالية ونقوش ذات أشكال هندسية يقوم بعملها نساء متخصصات في هذا المجال.
واستخدمت المرأة الألمعية في عمل هذه النقوش الألوان التي تستطيع تكوينها من خلال العناصر الموجودة في بيئتها؛ فمثلاً الأسود من الألوان الرئيسة التي لا غنى لها عنها، وطريقة استخراجه والاستفادة منه تقوم على جمع الفحم ثم طحنه وإضافة الصمغ عليه حتى يصبح أكثر لمعاناً وجاهزاً للدهن، واللون الأحمر أو ما يطلق عليه - الحسن - وطريقة الحصول على هذا اللون هو بجمع عدد من الأحجار حمراء اللون المختلفة المناسيب يضاف إليها شيء من المر والأرز المحمص ويطحن الخليط في مطاحن يدوية حتى يصبح أكثر دقة وجاهزية للاستعمال.