المشراق

البابونج .. «أبو حدرية» رجل الدجاجة والأقحوان

البابونج .. «أبو حدرية» رجل الدجاجة والأقحوان

البابونج نبات طبي شهير منتشر في أنحاء كثيرة من العالم، ويكثر في مناطق من السعودية بعد هطول الأمطار. ويسمى في السعودية بأسماء عديدة منها: حندقوق، وأبو زهيرة، وأبو حدرية، وغيرها من المسميات. والحدرية هي الطاقية التي تلبس على الرأس. ويبدو أنهم شبهوا زهرة البابونج بها. وفي المنطقة الشرقية مكان عرف باسم أبو حدرية لكثرة نبات البابونج فيه. واختلاف مسميات البابونج قديمة، فقد تحدث العالم والطبيب الشهير ابن البيطار في كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" حديثا مطولا عن البابونج، وأورد بعض مسمياته عند بعض الشعوب. وحديثه مهم يقول فيه: "بابونج: ديسقوريدوس في الثالثة: هو ثلاثة أصناف والمرو بينها إنما هو في لون الزهر فقط وله أغصان طولها نحو من شبر شبيه بأغصان التمنش وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه أبيض وأصفر وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع. لي: هذا البابونج الذي ذكره ديسقوريدوس هنا أعني النوع الأبيض الزهر منه هو النبت المعروف اليوم بمصر بالكركاس، وأهل الأندلس يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني، وأهل إفريقية يسمونه أيضا رجل الدجاجة وهو الأقحوان عند العرب، وليس يستعمل اليوم بين الأطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بإفريقية بالبابونق. أبو العباس النباتي: البابونق بالقاف اسم خاص لنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس، وهو برقادة من أرض القيروان كثير بها مزدرع بالقمم وهو ينخلق بأرضها من غير أن يزرع الآن، وهو أيضا بتوزر وهو يوجد في صحارى برقة وأرض مصر والمشرق، ومن هناك في القدم جلب إلى الأندلس وازدرع بوادي أتين وبشرق الأندلس كله وبطليطلة وتخلق بها وبقي على أصل منبته إلى الآن. جالينوس في المقالة الثالثة: من الأدوية المفردة البابونج قريب من الورد ولطافته، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة، ولذلك صار البابونج ينفع من الإعياء أكثر من كل دواء ويسكن الوجع ويرخي الأعضاء المتمددة ويلين الأشياء الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء وخاصة ما كان من هذه الحميات يحدث عن الأخلاط المرارية عن تكاثف الجلد، ومن أجل ذلك جعله حكماء أهل مصر واحدا من الأشياء التي يتقرب بتقديسها الشمس، ورأوا أنه دواء نافع من جميع الحميات إلا أنهم لم يصدقوا في هذا لأن البابونج إنما هو شفاء من هذه الحميات إذا استعمل وقد استحكم فيها النضج، ولكنه مع هذا ينفع من سائر تلك الحميات الأخر كلها منفعة صالحة أعني الحميات الحادثة عن عفونة المرة السوداء أو الحادثة عن عفونة البلغم والمتولدة عن الأورام الحادثة في الأحشاء، فإن البابونج في هذه الحميات أيضا إذا استعمل بعد استحكام النضج نفع منفعة قوية جدا، ولذلك صار من أشد الأشياء تسكينا وألينها في مداواة الأحشاء التي من وراء مراق البطن". ثم يواصل حديثه ذاكرا فوائده الطبية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من المشراق