رسائل رمضانية «1»

رسائل إلى الزوج في رمضان
ــــ من أصعب الأوقات التي تواجه الزوجة في رمضان هو الوقت الذي يسبق الأذان بنصف ساعة؛ قد ينقص أو يزيد قليلاً؛ حيث تكون في قمة انشغالها و"حوستها" لإنهاء وجبة الإفطار والإعداد للسفرة ونقل الطعام إليها. في هذا الوقت الحرج يتعين على الأزواج عدم الدخول معها في حوار أو نقاش أو حتى إبداء رأي بما تفعله؛ لأن "النفسية" في قمة تحفزها واستهلاكها، حتى الدعابات لتلطيف الجو مرفوضة؛ لأن الزوجة تكون قد أنهكت جسدياً وذهنياً، ولذلك هي منصرفة عمّا حولها؛ فلا تستغرب عدم تجاوبها معك، ومسألة تفتيش قدور الطعام، وفتح باب الفرن للاطلاع على ما تم إعداده، وإلقاء الأوامر والملاحظات.. حاول قدر الإمكان التقليل منها لأقصى درجة حفاظاً على سلامتك ونفسيتك!
ــــ من أقسى الأخبار التي قد تفاجئ زوجتك بها في هذا الوقت الحرج وأقصد به نصف الساعة قبل الإفطار، هو أن تتثاءب بكل برود وأنت "تمغط" يديك إلى الأعلى بعد نوم عميق لتخبرها في أجواء المطبخ الحارة أنك دعوت زميلاً لك أو قريباً على الإفطار، وأنك نسيت أن تقول لها، ستكون ردة فعلها إما عنيفة غالباً و"تنكد" عليك وعليها باقي ليلتكم، أو تسكت على مضض وهي تدعو سراً عليك وعلى ضيفك، خاصة إن كنت عصبياً وتخافك،.. لذلك احرص على مراعاة نفسية زوجتك وضع نفسك مكانها وتخيّل أن "يطب" عليك فجأة مفتش من الوزارة وأنت لم تستعد له!
ـــ من أشد المشاعر وجعاً التي قد تسبّب الإحباط للزوجة هو حين تنتهي من إعداد سفرة الإفطار والقهوة والشاي ثم تجلس وقد أنهكها التعب والطبخ و"النفخ" ومشقة الصيام في هذا الجو الحار وتنتظر كلمة لطيفة من الزوج تمحو تعبها وتزيل شيئاً من مشقة وقوفها أربع أو خمس ساعات في المطبخ، ثم تُفاجأ بالزوج يقول "وبس من اليوم تشتغلين بالمطبخ وهذا اللي سويتيه؟!"، هذه الجملة كفيلة بنسفها نفسياً وإصابتها بالإحباط والحزن طوال ليلتها وإحساسها بعدم تقدير جهدها المبذول ودفعها إلى عدم بذل الجهد في باقي أيام الشهر المبارك، لذلك احرص على شكرها فور انتهائها من إعداد المائدة مهما كان ما فعلته بسيطاً، فذلك سيحفزها ويدفعها إلى محاولة إرضاء الأسرة وسيؤثر إيجابيا في نفسيتها!
ـــ من أجمل الأمور أن تشعر الزوجة في رمضان بتقدير زوجها وأبنائها لها، لذلك اجعلها عادة أسبوعية أن تطلب من زوجتك عدم دخول المطبخ وادخل أنت وأبناؤك وبناتك المطبخ وأعدوا إفطار هذا اليوم لتمنحوها شيئاً من.. الراحة والسعادة!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي