default Author

الآثار الاقتصادية لانتشار مرض السل «2 من 2»

|
بتوحيد الإجراءات التدخلية الرئيسة ذات الأثر المرتفع، وتجميع وحشد الموارد والتخصص في تقديم الخدمات، سيعمل هذا المشروع على تعزيز المختبرات كي تكون معتمدة في إطار شراكة مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها؛ وإدخال آليات استعراض الأقران على المستوى الإقليمي؛ وتدريب العاملين الرئيسين في مجال الرعاية الصحية؛ وطرح برامج ضمان جودة واعتماد؛ وتشجيع مراكز التميز. ويتمتع كل بلد مشارك ـــ مالاوي وزامبيا وموزامبيق وليسوتو ـــ بمزايا فنية نسبية، ويقوم كل بلد بإعداد وتطوير وطرح مركز تميز إقليمي في إدارة وعلاج مرض السل وأمراض الرئة بسبب بعض المهن. وعلى الرغم من قيام القيادة في كل بلد بتحديد أولوية لمجال فريد خاص بسياق البلد المعني وأولويات للسياسة العامة للرعاية الصحية، فإن المبتكرات في هذا الشأن ستخدم المنطقة على نطاق أوسع. ويسمح النهج الإقليمي لهذا المشروع للبلدان بجني منافع وفورات الحجم من خلال الجهود المنسقة. وتلتزم مالاوي بإدارة وعلاج مرض الإيدز في إطار مراعاة ظروف المجتمع المحلي، كما تلتزم بإجراءات متكاملة لمراقبة هذا المرض وتقليل الوقت المستغرق بين التشخيص وبدء العلاج؛ وتحسين إدارة سجلات المرضى والرعاية الصحية لتحقيق نواتج علاجية أفضل. ومن العناصر الرئيسة في هذه الرؤية الرعاية الصحية الإلكترونية، وهو نظام للرعاية باستخدام الهاتف المحمول أو جهاز التابلت "الجهاز اللوحي" لتعزيز مراقبة ورصد الحالات المرضية وتقديم الرعاية المناسبة. وستقوم زامبيا بعلاج عدد هائل من حالات الإصابة بالسل وأمراض الرئة الناجمة عن بعض المهن في مناطق التعدين فيها. وسيتم تحديث معهد الصحة والسلامة المهنية في زامبيا كي يقدم خدمات تضاهي أفضل الممارسات الدولية. وسيتم تزويد المعهد بأحدث أجهزة الأشعة السينية وأجهزة المختبرات وأحدث التقنيات لتحسين أعمال الفحص والتشخيص والرصد؛ وإنشاء أنظمة بيانات إلكترونية؛ وربط قواعد البيانات بأنظمة التعويضات لتعزيز تقديم الخدمات؛ وتحسين أنظمة المراقبة بين مجتمعات المناجم والمجتمعات المجاورة لها. وإضافة إلى تقديم خدمات على أعلى مستوى عالمي في إدارة وعلاج عصيات السل المقاومة للعقاقير المتعددة والسل عند الأطفال، سيقوم مركز التميز في موزمبيق بتدريب المهنيين المتخصصين في مجال الرعاية الصحية العامة في هذه المجالات المشتركة ذات الأولوية: (1) علاج وإدارة الحالات؛ (2) التشخيص وقراءة الأشعة السينية؛ (3) المشاركة المجتمعية؛ (4) المراقبة الإنذارية مع التركيز على مقاومة العقاقير والاعتلالات المشتركة. ونظرا لأن ليسوتو تواجه أعلى معدلات تفشي السل في المنطقة، مع تدني نسبة اكتشاف الحالات لتصل إلى 49 في المائة فقط، فإنها ستقوم بطرح خدمات توفير الأشعة السينية الرقمية المتنقلة للتغلب على المعوقات الجغرافية بشأن توفير سبل الوقاية من السل وتقديم الرعاية اللازمة، وتحسين الجهود الرامية إلى اختبار وتسجيل المرضى عند العلاج. وستستكمل ليسوتو هذه الجهود من خلال توسيع نطاق نهج الرعاية الصحية الأولية الذي يراعي ظروف واحتياجات المجتمعات المحلية الذي يقوم بإشراك مرضى السل السابقين وعمال المناجم السابقين، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في المجتمعات المحلية لتشجيع فحص حالات السل والالتزام بالعلاج. وسيدعم هذا الإجراء المبتكر حوارا مجتمعيا حول الوقاية من السل وسبل تقديم الرعاية لعلاجه والتخفيف من حدة الوصم بالعار. وحتى يتسنى دفع الجهود الرائدة في مجال الوقاية من السل وسبل تقديم الرعاية لعلاجه، علينا القيام بما يلي: تدعيم الاهتمام على مستوى السياسات وتحقيق استدامة المساندة المقدمة للتصدي لهذا المرض؛ والاستمرار في تقديم المبتكرات والتجارب التي تتضمن نماذج للوقاية من السل وسبل تقديم الرعاية لعلاجه، ولا سيما التي حققت عوائد أفضل على الموارد المحدودة المتاحة، وتحسين سبل الوصول إلى شرائح السكان التي يصعب الوصول إليها؛ والتعاون وتضافر الجهود لتوسيع نطاق الحلول الواعدة المبتكرة، وتشجيع منابر وبرامج التعلم والعمل المشترك للتصدي للجوانب العابرة للحدود الخاصة بهذا الوباء الجاثم. ونحن أهل لهذا المهمة وهذا ما يجب أن يكون.
إنشرها