«المانجو».. شجرة القرن التي أوصلت جازان للعالمية
تشتهر منطقة جازان بزراعة أشجار المانجو الذي وصلت بإنتاجه إلى مختلف أرجاء العالم وذلك من بين أنواع المنتجات الزراعية الأخرى التي يزرعها أهالي المنطقة نظير عوامل التربة الصالحة للزراعة والمياه الجوفية الغزيرة التي جعلت هذه الشجرة الاستوائية التي يصل عمر البعض منها إلى 100عام تستجيب للزراعة في جازان.
وبدأت قصة نجاح زراعة فاكهة المانجو منذ عام 1981م عندما قام مركز الأبحاث الزراعية في المنطقة بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الفاو بإدخال أصناف ذات جودة عالية من المانجو من الدول التي اشتهرت بزراعة المانجو ومن أهمها: أمريكا، الهند، مصر، السودان، أستراليا، وكينيا، فضلا عن إجراء عديد من الدارسات والتجارب عليها حتى أثبتت نجاحها وتوسعت زراعة المانجو في المنطقة ليبلغ عدد أشجارها مايقرب من 800 ألف شجرة بإنتاج 30 ألف طن سنويًا.
وأوضح المختصون في الزراعة، أنه يشترط لنجاح زراعة المانجو توافر عدة عوامل أولها الأرض الزراعية المناسبة، حيث تعد الأراضي الصفراء الخفيفة أو الطمية العميقة جيدة الصرف ومعتدلة الحموضة، والأراضي الحصوية المكان المناسبة لزراعة المانجو مع توافر الأجواء ذات الحرارة العالية نسبياً.
حيث تنمو أشجارها عند توافر الرطوبة الجوية والأرضية، وتقلل الرطوبة الجوية من احتراق الأوراق نتيجة لارتفاع درجة الحرارة مع مراعاة وجود فترة جفاف أثناء تكشف البراعم الزهرية والتزهير ونضج الثمار، وهو ما يتوافر في جازان خلال هذه الفترة، إذ تنخفض نسبة الرطوبة بشكل ملحوظ إبان فترة التزهير والنضوج التي تصادف الفترة من نوفمبر إلى مارس وهي من أقل فترات الرطوبة في المنطقة وأكثرها انخفاضا في درجات الحرارة وتعد بيئة مناسبة لزراعة أشجار المانجو.
وتؤثر كمية الضوء في سلامة أشجار المانجو وقدرتها على حمل الثمار، ويجب مراعاة أن يصل الضوء لجميع أجزاء الشجرة حتى تكون قادرة على الإنتاج الجيد والقدرة على حمل الثمار التي تتصف بثقلها ويقي الشجرة الإصابة بالأمراض الفطرية، في حين أن تعرّض الثمار لأشعة الشمس القوية مباشرة قد يتسبب في ذبول الثمار وتساقطها وكذلك تشقق وذبول الأوراق.
ويبدأ إنتاج شجرة المانجو في الغالب من عمر أربعة إلى خمسة أعوام، ويتزايد الإنتاج حتى يصل عمر الشجرة إلى 15 عاماً، لتكون بذلك قد وصلت لبداية الإنتاج الذي قد يستمر طيلة عمر الشجرة إذا ما توافرت لها الرعاية المناسبة.
ومع بداية شهر مارس يبدأ المزارعون في منطقة جازان بجني آلاف الأطنان من ثمار المانجو التي يتم إنتاجها من مختلف المزارع التي تشهد تزايدا واضحاً في أعداد أشجار المانجو على حساب زراعة الحبوب والمحاصيل الزراعية الأخرى من الفواكه والخضراوات، حيث يعد المانجو رافدًا اقتصاديًا قويًا للمزارعين.
ويتفاوت حجم محصول أشجار المانجو في جازان من عام إلى آخر بحسب عدد المزارعين، إذ يبدأ المزارع عند حصوله العام الحالي على محصول جيد في العمل على توفير السبل الكفيلة من سماد ورعاية كاملة للشجرة حتى يحصل على أكبر كمية من المنتج في الموسم القادم، علمًا بأن المزارع يحظى بدعم كامل من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من خلال توفير القروض الزراعية الميسرة له، وتحليل المياه ومدى صلاحية التربة لتوفير بيئة مناسبة لزراعة المانجو، إضافة إلى تقديم عديد من الخدمات الإرشادية والتوعوية.
ودعم ذلك التوجه إقامة المهرجان السنوي للمانجو في جازان، حيث يحتفي به الأهالي من خلال عرض إنتاجهم الذي وصل إلى العالمية، وتسويقه داخل المنطقة وخارجها مع ما تزخر به منطقة جازان من منتجات زراعية مثل: التومي، بريبو بالمر، الجل، الجلين، الزبدة، أبو سناره، الكنت، الكيت، البلمر، السنسيشن.