لحظة الخسارة

من أصدق اللحظات التي ستمر عليك في حياتك "لحظة الخسارة"!
أيا كان ما خسرته سواء مالك أو صحتك أو تجارتك أو وظيفتك أو مشروعك أو حلمك، ففي تلك اللحظة ستشعر أن هذا العالم لم يعد هو العالم نفسه قبل "لحظة الخسارة"، ولا الوجوه هي الوجوه نفسها، ولا حتى مشاعرك هي مشاعرك السابقة نفسها!
كل ما حولك سيتغير وأنت بالتحديد ستتغير حتى تبدأ في الشك أنك لم تعد ذلك الشخص الذي كنت عليه قبل لحظة الخسارة. كل ما ستمر به هو مشاعر طبيعية، لكن أن تسيطر عليك مشاعر الانكسار ورائحة الانهزامية حتى تقتسم معك تفاصيل أيامك بقية عمرك فذلك غير طبيعي، إن لم تعلمك لحظة الخسارة كيف تفوز وتنهض من جديد وتصبح أقوى وأشد إصرارا، فأنت كنت خاسرا منذ بداياتك في هذه الحياة!
لو سألت أحد الناجحين كيف وصلت إلى قمة النجاح؟ لأخبرك أنه في كل مرة يخسر فيها كان يتعلم درسا مؤلما يحثه على البدء من جديد والصعود درجة جديدة نحو القمة!
ـــ لحظة الخسارة ستجعلك تغربل علاقاتك السابقة المزدحمة بالأصدقاء والمعارف المزيفين ليتساقطوا من ثقوب الغربال حتى لا يبقى إلا من يستحق أن يكون عكازك حين تكسر ظهرك الظروف!
ــــ لحظة الخسارة ستجعلك تعيد تقييم أهدافك وأحلامك وتطلعاتك لتتناسب مع واقعك وقدراتك واحتياجاتك، فلا تكن فضفاضة لا تستطيع التحكم في أطرافها ولا ضيقة ترغب في الفرار منها حين تكتم أنفاسك!
ــــ لحظة الخسارة ستدفعك نحو أصعب اختبار في الحياة قد تجلس في قاعته ، وهو اختبار ذاتك ومدى إيمانك ـــ بإذن الله تعالى ـــ بقدرتك على الصمود والإصرار والإرادة، ستطحنك أسئلة الاختبار طحنا، وستبحث عن الإجابة في عقول الآخرين ومشاعرهم وآرائهم ولكنك لن تجدها، لأنها ببساطة تقبع في أعماقك أنت، فلا تهدر مزيدا من لحظاتك بالنواح هنا وهناك متذمرا متسخطا على زمن الغدر والخيانة و"نذالة" ناكري الجميل، بل استثمر وقت اختبارك في الغوص في أعماقك باحثا عن الإجابات الصحيحة، وحين تحصل عليها ستكون قد وضعت أقدامك على أول طريق النجاح والنهوض من العثرات والبدء من جديد!
ــــ أكبر دروس الحياة التي ستتعلم منها هي "لحظة الخسارة" لأنها ستصنع منك إنسانا أقوى وأشد إصرارا على مجابهة عثرات الحياة!
وخزة
يقول مالكوم إكس : ليس هناك أفضل من الشدائد فإن كل خسارة تحتوي على دروسها الخاصة في كيفية تحسين أدائك المرة المقبلة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي