حين تدرك قيمتك

كثير من الأشخاص يضيعون أجمل أيام حياتهم من أجل فكرة خاطئة استوطنت عقولهم فقاموا ببناء اعتقادات وهمية آمنوا بها ثم استسلموا لإيحاءاتها، ثم تقبلوها كحقيقة راسخة وهنا تكمن الكارثة.
مايرا روز ليس امرأة أمريكية تبلغ من العمر 34 عاما ويبلغ وزنها 453 كيلوجراما، لذلك صنفت كأسمن امرأة في العالم، في عام 2008 اعترفت بقتلها ابن شقيقتها ذي الأعوام الثمانية بالخطأ حين سحقته بجسمها الضخم ما تسبب في وفاته، فأطلقت الصحف عليها لقب "المرأة القاتلة ذات النصف طن". كان من الممكن أن تمر قصتها مرور الكرام ويحكم عليها بالسجن أو الإعدام مثل آلاف القتلة، لكن ما حدث عكس جميع الموازين إذ أثبتت تقارير المعمل الجنائي أن الطفل توفي نتيجة ضربه عدة مرات بآلة على رأسه الصغير، وقد كان من المستحيل على المرأة السمينة أن تفعل ذلك لأنها لا تستطيع الحراك دون مساعدة أحد. وتمت إعادة التحقيق فاعترفت "مايرا" أن أم الطفل هي القاتلة، حيث كانت تعذب بقية أطفالها أيضا. حين سألها المحقق مستغربا من رغبتها في تحمل الجريمة عن شقيقتها أوضحت له أن شقيقتها هي التي طلبت منها ذلك بحجة أن حياتها لا تستحق أن تعيشها وهي في هذا الوزن فهي في كل الأحوال ميتة.
حكم على شقيقتها بالسجن 15 عاما فأصبح أطفال شقيقتها الأربعة بلا عائل، إحساس مايرا "بقيمتها ووجود من يحتاج إلى مساعدتها دفعها لتغيير حياتها بالكامل، فبدأت بطلب المساعدة، فتهافت الجميع على تلبية ندائها، وبدأت قصتها تتصدر وسائل الإعلام. وتم هدم جدار غرفتها ليتمكن رجال الإسعاف من نقلها على رافعة إلى المستشفى الذي لبثت فيه أشهر عديدة خضعت خلالها لعشرات العمليات الجراحية، ثم لبرامج تأهيل نفسية ورياضية وغذائية.
تزن مايرا الآن 90 كيلوجراما بعد أن خسرت أكثر من 350 كيلوجراما، وتتمتع بلياقة كاملة وتقوم برعاية أبناء شقيقتها وتمارس حياتها بشكل طبيعي وتعتبر مصدر إلهام بالنسبة لكثير من اليائسين. كل ما فعلته "مايرا" أنها غيرت من أفكارها تجاه ذاتها، فآمنت بقيمتها كإنسانة وأنها تستحق أن تعيش الحياة وباستطاعتها تحقيق أحلامها، لذلك تحملت كل التغييرات الجذرية الهائلة التي قامت بها وتجاهلت كل الآراء السلبية المحبطة التي حكمت بفشلها وعدم قدرتها على البدء من جديد.
إذا كانت "مايرا" قد فعلت ذلك ونجحت فإن كل شخص قادر ـــ بإذن الله ـــ على النجاح إن رغب في ذلك.
وخزة
يقول والت ديزني "ستحقق كل أحلامك إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي