«المعونة» في زواجات نجران .. عادة تقلل التكلفة وتعزز الترابط

«المعونة» في زواجات نجران .. عادة تقلل التكلفة وتعزز الترابط

«المعونة» في زواجات نجران .. عادة تقلل التكلفة وتعزز الترابط

رغم كثرة العادات القديمة والمستحدثة التي تتخلل مناسبات الزواج في منطقة نجران، إلاّ أن "المعونة" تعد العادة الأبرز، التي تتمثل في تقديم مبلغ من المال للمتزوج من قبل أبناء قبيلته أو أصدقائه، ليكون عونا له على تكاليف الزواج.
وتقدم "المعونة" للمتزوج عن طريق موروث شعبي يسمى الزامل، الذي يتكون من مجموعة من الأشخاص يقومون بالإنشاد بصوت واحد بأبيات شعرية عند قدومهم للمناسبة، وبعد الانتهاء جرت العادة أن يقدم أكبرهم سنا "المعونة" للمتزوج باسم الجميع.
وقال لـ"الاقتصادية" عبدالله آل عباس، إن المعونات سابقا كانت بسيطة ومحدودة على العائلة والأقارب حسب ظروفهم وكانت في حدود ريال فرنسي واحد تقريباً أو قطعة فراش عبارة عن بجاد فرشة، أو كل ما هو بسيط ونافع للعريس.
وأكد آل عباس أن المعونة اليوم أصبحت بين الأقارب والأصدقاء والزملاء، مشيرا إلى أنها لفتة طيبة ولا سيما مع تكاثر تكاليف الزواج، حيث تعد تضامنا اجتماعيا، يتكاتف فيه الناس وتتجلى فيها روح البذل والعطاء والأخوة.
من جهته، أشار محمد القحص إلى بعض سلبيات تلك العادة، حيث يستغلها بعض الشباب في الحصول على المعونة، ومن ثم إهدار قيمة المرأة ومعنى الزواج، ولجوئه إلى الطلاق لأتفه الأسباب، كونه لم يخسر شيئا في زواجه الأول.
ولفت القحص إلى أن من سلبيات المعونة أيضاَ أنها تصبح دينا مضمونا وواجب الدفع لاحقا عند زواج من يقدمها، المثل بالمثل تماما، حيث يصبح الزوج مدينا من ليلة زواجه ويفكر في السداد الإلزامي، إلى جانب سلبيات أخرى، منها دعوة الشعراء والمنشدين في بعض الزواجات وهدر المعونة التي تضامن فيها الإخوة والرفاق، ليفسدها أولئك الأشخاص المدفوعة لهم قيمة أشعارهم.
بدوره، أكد مهدي الغباري أن المعونة إذا ما قدمت بشكل منظم ودون مبالغة أو إرهاق للميزانية تكون أفضل وأجمل للجميع، كونها تسهم في الحفاظ على التقارب بين أفراد القبيلة والأصدقاء وتزيد من اللحمة والترابط بينهم.

الأكثر قراءة