الإجازة .. حياة أم موت؟

يختلف مفهوم الإجازة لدى الناس فإما خمول تام أو سفر دائم يعود بعده المجاز بحاجة إلى إجازة!
وبعضهم يراها امتناعا عن كل ما تعود فعله في أيام الدوام فلا يصحو باكرا ولا يرد على هاتفه، ولا يشاهد التلفاز ولا نشرات الأخبار، ولا يقرأ بريده. لقد صدمت عندما غيرت مكان عملي أن الموظفين فيه إذا أخذوا إجازة لا يفتحون "إيميلاتهم" وكأن العالم توقف والإدارة تعودت أن في الإجازة لا "إيميلات مهمة"!
وفي الواقع الإجازة هي تغيير نمط حياة وليس وقفها على استجمام وفعل شيء تحبه أو تنمية مهارة حرمك منها روتين العمل، ولأن أغلب الدول لديها مفهوم الإجازة يختلف عنا نحن العرب -أغلبنا يعتبر العمل سجنا مدفوع الأجر فيأخذون إجازة من كل شيء فتنتفخ الأجساد من سوء التغذية والنوم المتقطع في غير وقته، ويتوقف المخ لأنه هو أيضا في إجازة فلا كتابا يقرأ ولا أفكار محفزة تنشطه - لذلك صنعوا لهم إجازات ليتفرغوا لأعمال حرمتهم منها عجلة الحياة ولنا في اليابان قدوة!
هل سمعتم بعطلة "يوم الجبل" التي استحدثتها اليابان قبل عامين ويحتفل بها رسميا في 11 أغسطس، وبه سيبلغ إجمالي العطل الرسمية التي يحصل عليها اليابانيون 16 يوما كل عام، بينما يبلغ نصيب الفرنسيين الأعلى حول العالم بمتوسط 34 يوما، ويحصل الأمريكيون على17 عطلة رسمية فقط، ترتفع إلى 19 عطلة في نيوزيلندا فكم يبلغ نصيبنا من العطل؟!
ولا تعد عطلة "يوم الجبل" فريدة من نوعها حول العالم، إذ تتكرر في دول أخرى تحت مسميات مختلفة تحتفي أغلبها بالطبيعة حيث يخرج الناس ليرتموا في أحضان الطبيعة وتسلق الجبال وليس التفنن في الأكل والاستلقاء في المخيمات مع رفيقة الدرب سيئة الذكر الشيشة أو المعسل بخرطومها الذي يشبه التفاف الحية لخنق صحة أبنائنا رجالا ونساء!
وأفضل العطلات الرسمية التي ليس لها مثيل في العالم، يوم "احترام المسنين" أقر كعطلة رسمية منذ عام 1966م ويصادف
ثالث يوم 2 من شهر سبتمبر ويحصل فيه اليابانيون على ثلاثة أيام متواصلة يمضونها مع ذويهم من المسنين لرعايتهم!
أما عطلة "شوبون نوهي" أو الاعتدال الخريفي التي تصادف يوم 23 سبتمبر من كل عام فهي عطلة رسمية لتذكر الأسلاف وزيارة قبورهم!
أما أطرف العطلات الرسمية فتلك التي منحتها جزر ساموا لسكانها عام 2009م لمدة يومين كفرصة للتعود على القيادة على الجانب الأيسر من الطريق بعد تغييرها نظام قيادة السيارات من الجانب الأيمن إلى الأيسر… للحديث بقية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي