3 لوحات فنية تفوز بمسابقة الأخدود
حصدت الفنانة التشكيلية مها اليامي المركز الأول وجائزة نقدية تقدر بعشرة آلاف ريال عن لوحتها التي جسدت دم الشهيد، في مسابقة الأخدود الفنية في نجران ،بينما كان المركز الثاني ومبلغ سبعة آلاف ريال من نصيب الفنان التشكيلي محمد آل خريم، وذلك عن لوحته التي تعبر عن تهاوي قِلاع الحجر ورسوخ الإيمان في قلوب البشر.
فيما حقق المركز الثالث ومبلغ خمسة آلاف الفنان خالد مدخلي عن لوحته التي عرضت رأس الأسد الذي صنع من البرونز ووجد في منطقة الأخدود أيضا.
وحصد باقي المشاركين جوائز نقدية تشجيعية وصل إجماليها إلى 18 ألف ريال من المركز الرابع حتى المركز الـ 15.
وقالت الفنانة التشكيلة مها اليامي صاحبة المركز الأول "إن ملحمة الأخدود كانت بادرة رائعة أتاحت الفرصة للإبداع والتنافس وإطلاق العنان لمخيلات المشاركين لتبدع وتصور هذه الملحمة الفنية لمعلم تاريخي يفخر به كل مواطن".
وعن العمل الذي تمكنت من خلاله بالانفراد بالمركز الأول بحسب تقييم لجنة التقييم المتخصصة في هذا المجال، أضافت "طوعتُ لها الخيال حتى أبدعت في تجسيد رموز هذه الملحمة، حيث إن تسلسل الأحداث يجعل المتذوق لهذا الفن يبحر في أعماق رموز هذه اللوحة ليعيش وقائع هذه القصة ويجسد أحداثها وشخصياتها كأنه عاش ذاك الزمان وعاش تلك اللحظات المؤلمة التي لم تنس ولن تنسى وستبقى خالدة في عقول وقلوب من سمع بها أو قرأ في طيات صفحات أحداثها إلى أبد الآبدين".
#2#
وبينت أن إنجاز هذا العمل استغرق كثيرا من الوقت قبل البدء في رسم أحداثه وملامحه حيث قرأت، واطلعت، وتصفحت، حتى يكون في نهاية الأمر ما رأته أعين لجنة التقييم وما استوقف عقولهم وقلوبهم.
وذكرت أن من أجمل ما قيل لها عن هذه اللوحة أنه عند رؤيتها كأن المشاهد يتابع مسلسلا أو فيلما عن أصحاب الأخدود.
وقالت "لم يكن هذا النجاح هباءً منثورا بل وجد بجهود من كان خلف كواليس تلك الملحمة من بداية مشوارها حتى النهاية من حكام وفنانين وأصحاب الذوق الفني والإحساس المرهف".
بدوره، أكد صاحب المركز الثاني الرسام التشكيلي محمد آل خريم أن لوحته الفنية نتجت بعد اطلاع وقراءة متعمقة لأحداث الأخدود وتمحور هذا العمل الذي استغرق تقريبا ستة أشهر في سرد قصة دخول ذو نواس وحصار المؤمنين في الحصن ومن ثم حدوث المجزرة العظيمة وحفر الأخدود وإحراق المؤمنين.
وأضاف "حاولت بشدة رسم المكان والموقع الجغرافي للأخدود من حيث الجبال والأشجار وكذلك موقع غروب الشمس لتجسيد التسلسل التاريخي للأحداث خلال هذه الفترة بداية بقدوم الجيش وحتى قتل المؤمنين وإحراقهم مع تجسيد أبرز الشخصيات في القصة ورسم الحصن في محاولة لتجسيد السكن الحقيقي بعد البحث في الطراز المعماري للقلاع والحصون في عصر ما قبل الإسلام للحقبة الزمنية لدولة حمير وما قبلها، مع كتابة وترجمة العام الذي رجحه الباحثون لحدوث ملحمة الأخدود وقتل المؤمنين بخط المسند في زاوية اللوحة وهو ٥٢٣-٥٢٥م". واعتمد آل خريم على عديد من الكتب التي روت القصة في أكثر من رواية محاولا أخذ أبرز النقاط الرئيسة التي تهم الباحث لهذا الحدث الذي ورد ذكره في كتاب الله - عز وجل - في سورة البروج.
من جهته، أوضح الرسام خالد مدخلي الحائز على المركز الثالث أن الرسم والنحت والفن النجراني موجود منذ نحو 2200 سنة، وأكبر شاهد على ذلك الآثار التي بقيت إلى اليوم، ما تعد أدلة قوية على ازدهار الفن في ذلك الزمن ووصوله إلى درجة التجريد كما هو في نقش الخيل، فلم يصل إلى هذا الحد من التجريد إلا ممارس للفن منذ زمن طويل.