الحرب على المخدرات
حديث الأمس عن الوطن وأهمية العمل في إطار البناء الجديد الذي يبحث عن التميز في مختلف المجالات، ساقني إلى التطرق إلى مسؤولية المواطن في هذه الملحمة الوطنية الكبرى.
المواطن الذي تعمل الدولة على خدمته بكل أجهزتها ، جاءته الفرصة ليسهم في بناء المستقبل. لعل أهم عناصر البحث التي نريد التركيز عليها هي التنشئة الصحيحة للأبناء ، ومن أهم ما يهمني هنا هو أن نحمي أبناءنا وبناتنا من كل مخاطر الفساد الذي يتربص بهم في كل مفرق وزاوية.
لعل من المهم أن نسترجع تأكيد المتحدث باسم وزارة الداخلية أن المملكة مستهدفة في عقول شبابها بالكم الهائل من المحاولات التي تتم يوميا لتهريب المخدرات ووسائل إفساد العقول. إن الجهد الكبير الذي تبذله الدولة في محاربة دخول هذه المواد، متواز مع جهود كبيرة للتوعية والتأهيل التي تقوم بها أجهزة ومنظومات كثيرة من ضمنها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات كجهاز مناعي مهم.
تتولى اللجنة التوعية والإرشاد، ومن المهم أن تدعم من قبل كل مكونات المجتمع سواء الرسمية كالمدارس والجامعات والأجهزة الحكومية المختلفة أو الخاصة كالشركات والمؤسسات أو الخيرية والدينية كالمساجد والجمعيات ومؤسسات الفكر والثقافة.
يجب أن تتحول الحرب على المخدرات إلى مهمة وطنية شاملة مقارنة بالكم الهائل من محاولات الأعداء لتدمير عقول الأمة، وتخريب علاقاتها المجتمعية والتضحية بمستقبلها الذي تطمح من خلاله للتميز والنجاح.
نالت مختلف الجهود حقا كبيرا وتغطية إعلامية ، لكن الحماية العقلية والفكرية والبدنية للشباب الذين هم مركز الاهتمام في المستقبل، بحاجة إلى مزيد من التركيز، فمن دون شباب الأمة، لا فائدة من التطوير والتخطيط. فلنحافظ على عقول بناتنا وشبابنا ، وليكن ضمن خطط كل منظومة من المنظومات الثلاث المهمة "الصحة والتعليم والصناعة" تركيز على مفاهيم الحماية والدعم الفكري والأسري لكل مكونات المجتمع.
تقوم وزارة الداخلية بدور ريادي هنا، لكنها بحاجة إلى مزيد من التعاون والتلاحم المجتمعي، ونحن مسؤولون عن تكوين مجموعة من الأهداف المنطقية والعقلانية التي ترتبط بحماية الفكر والانتماء الوطني الذي يعتبر المساهم الأكبر في استقطاب الشباب نحو البرامج الوطنية التي تعدنا لتحقيق «رؤية المملكة 2030»، وبانتظار ما تأتي به كل جهة في مجال ضمان ربط شباب الأمة بمستقبلها.