كلام فارغ
كثيرا ما نسمعهم يقولون: كلام فارغ، أي لا معنى له، خال من المضمون ويشيع ذلك على ألسنة العامَّة، وهو من فصيح كلامهم؛ لأنَّ له أصلا في العربيَّة الصحيحة، فهكذا نطقت العرب كما في المعاجم اللغويَّة، فالفعل “فَرَغَ” وما اشْـتُقَّ من الأصل يأتي بمعنى “خلا”، والفارغ الخالي حِسِّيّا ومعنويّا كما في المعاجم، وورد الفعل وبعض ما اشْتُقْ من الأصل في القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: “وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوْسَى فَارِغا”. سورة القصص، آية رقم (10). خاليا من الصبر والعقل، خاليا إلا من موسى عليه السلام، وقال عزَّ وجل: “فإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ” سورة الشرح، آية (7) أي إذا فرغت من أمور الدنيا فاتْعَبْ في العبادة. ومثل ذلك قولهم: “انتظرته بفارغ الصبر” أي بصبر يكادُ ينْفَدُ، بين الخُلُوّ والنفاد شبه في المعنى واضح.
ويقول: فَرَغْتُ من كذا، وفَرَغَت المِعْدَة من الطعام، وفَرَغَ الإناء، وهكذا. فهذه الكلمة وما اشتُقَّ من جذرها مشتركة بين العاميَّة والعربيَّة الصحيحة.