«غش الأرز» يدفع جمعيات خيرية لطلب استقبال «زكاة الفطر» نقدا

«غش الأرز» يدفع جمعيات خيرية لطلب استقبال «زكاة الفطر» نقدا
«غش الأرز» يدفع جمعيات خيرية لطلب استقبال «زكاة الفطر» نقدا

امتنعت بعض الجمعيات الخيرية عن استقبال زكاة الفطر العينية، واقتصرت على استقبالها نقدا، مرجعة ذلك لثلاثة أسباب، تتضمن بأن بعض المزكين يأتون بأنواع رديئة ومغشوشة من الأرز، إضافة إلى معاناة هذه الجمعية من صعوبة حصر الكميات الواردة، نظرا لقلة إمكاناتها المادية والبشرية.

وشرع عدد من هذه الجمعيات في التنبيه على أئمة المساجد بإخبار المصلين بامتنعاهم عن استقبال زكاة الفطر العينية، والاقتصار على توكيلهم لشراء الزكاة، ودفع ذلك نقدا بمقدار 15 ريالا عن الفرد.

وأوضح لـ"الاقتصادية" الشيخ عبد الله محمد الزامل مدير جمعية البر في حي الفيحاء، أن هذا القرار جاء في المرتبة الأولى حفاظا على كرامة الفقير والمحتاج وتكريمه بإعطاء النوع الجيد من الأرز، حيث إن عديدا مما يباع في الأسواق والطرقات من المغشوش والرديء، خاصة عينات الثلاثة كيلوات المنتشرة، فهو من نوع "البرمل" الرخيص.

وأضاف: "أن على المزكين أن يخرجوا الزكاة من قوت البلد الجيد غير المغشوش انطلاقا من قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)، فبعض الأسواق تستغل هذه الشعيرة ببيع الأرز المغشوش بأسعار عالية تفوق أسعار الأنواع الجيدة والمعروفة، لافتا إلى أن عبوات أكياس الأرز الثلاثة كيلوات تزداد فيها نسبة الغش وخصوصا ما يطبع عليه عبارات زكاة الفطر.

وأشار الزامل إلى أن قلة الإمكانات البشرية والمادية من أسباب لجوء الجمعيات الخيرية إلى استقبال زكاة الفطر نقدا، ضمانا لإيصالها للفقراء، مشيرا إلى أنهم يعانون تكاليف العمالة والسيارات الناقلة، موضحا أن الجمعية ستوقف الاستقبال إذا اكتفت حاجة الفقراء المسجلين لديهم.
#2#
وزاد: "الجمعيات الخيرية لم توجد إلا لتكريم الفقير لا للتضيق عليه، نحن نسعى بأفضل طريقة تتوافق مع شرع الله- عز وجل- لإخراج الزكاة، فتوكيلنا لإخراج الزكاة مستند إلى فتاوى كبار العلماء في السعودية، فنحن ننوب عن المزكي والمحسن لشراء زكاة الفطر". يأتي ذلك في الوقت الذي رصدت "الاقتصادية" خلال جولة لها انتشار باعة زكاة الفطر من الأرز في شوارع العاصمة الرياض، وبجوار الجمعيات الخيرية، ووجود عينات كبيرة من عبوات الأرز الثلاث كيلوات من نوع "البرمل" الرديء.

ولعل من الأشياء اللافتة للنظر التي رصدت تعاون بعض هؤلاء الباعة مع المتسولين والمتسولات الذي يقفون بجوارهم، من خلال شراء هذه الزكوات من الأرز بعد حصولهم عليها من المتصدقين بأسعار مخفضة، وكأن هناك اتفاقيات بينهم.
وفي السياق، حذر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، من التراخي في دفع زكاة الفطر وعدم المبالاة في التأكد من أحقية من يعطونهم، داعيا إلى الحرص في البحث عن الأسر المحتاجة المتعففة، وليس المتسولين المنتشرين في الشوارع الذين لا يقدرون قيمتها ويبيعونها بثمن بخس.

ونبه آل الشيخ أئمة المساجد الذين يجمعون زكوات الفطر من التساهل في إخراجها في وقتها المحدد، مشيرا إلى خطورة التساهل في ذلك، وأن من تحمل جمع صدقات الناس فعليه الالتزام بإخراجها والعناية بها والجد في إخراجها، لأنها فريضة. وأكد المفتي في حديث سابق، أن إخراجها قيمة نقدية لا يجوز لأنه لم يرد عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن إخراجها قيمة، ولا عمل به خلفه- صلى الله عليه وسلم- من الخلفاء الراشدين رغم توافر الأموال في أيديهم في الفتوحات الإسلامية، وأن إخراجها ظاهرة يشاهدها الناس، ومقدارها صاع بصاع النبي "الصاع النبوي".

وأشار آل الشيخ إلى أن الأحوط أن يخرج المزكي ثلاث كيلوات من تمر أو أرز أو شعير لكي تطمئن نفسه، داعيا إلى إخراج الزكاة من أطيب ما يحبه الإنسان، وانتقاء مستحقيها من البيوت الفقيرة والمعوزة، التي تستفيد منها فعلا. وقال: "إن صدقة الفطر شرعها نبينا- صلى الله عليه وسلم- وأمره- صلى الله عليه وسلم- مطاع لكل مسلم، وهي مفروضة على كل المسلمين صغارهم وكبارهم، فقيرهم وغنيهم، كل من كان عنده ما يزيد عن نفقة عيد وليلته، وهي تخرج من طعام البلد الذي يعيش فيه المسلم صاعا من تمر أو أرز أو أقط أو شعير، وتخرج على الحر والعبد وعن الخدم، فمن عنده في بيته خدم ومن تكفل بالإنفاق على أي شخص يعيش معه وجب عليه أن يخرج عنه زكاة الفطر".

الأكثر قراءة