«قاعات الأفراح»: حجوزات مغلقة وأسعار تصل إلى 300 ألف ريال لليلة الواحدة
«قاعات الأفراح»: حجوزات مغلقة وأسعار تصل إلى 300 ألف ريال لليلة الواحدة
ما زال ارتفاع أسعار قصور وقاعات الأفراح العالية مشكلة قائمة تؤرق الأسر السعودية، بل أصبحت مصدر قلق لكل من يفكر في الزواج، حيث تجاوزت أسعار بعض قصور وقاعات الأفراح في الرياض الـ 300 ألف ريال، في حين تراوحت أسعار النسبة العظمى من القاعات الأخرى من 30 إلى 60 ألف ريال، على الرغم من تقديم خدمات بسيطة، لا تتناسب مع تلك المبالغ الكبيرة.
وقال لـ"الاقتصادية" عثمان صالح أحد العاملين في قاعات الأفراح، إن أسعار القاعات في المملكة مبالغ بها جدا، وأن كثيرا ممن أعرسوا في تلك القاعات شعروا بالندم، خاصة في ظل الخدمات البسيطة، التي تقوم قصور الأفراح في تقديمها للحضور.
وفي الطائف، أغلق عدد كبير من قاعات الأفراح، فرصة الحجز، حتى السابع من ذي الحجة المقبل، حيث تمتد تلك الحجوزات بحسب ما رصدته "الاقتصادية"، إلى ما قبل انتهاء إجازة صيف العام الجاري بنحو تسعة أيام.
وتعد هذه المدة من أطول الفترات الزمنية لحجوزات قاعات الأفراح، الصغيرة، والكبيرة، في المحافظة لهذا العام، مقارنة بإجازات الصيف في الأعوام الماضية، حيث تمتد حجوزات هذا العام 75 يوما، بعد أن سجلت في الأعوام الماضية مدة لا تتجاوز نحو 40 يوما، في ظل دخول شهر رمضان المبارك ضمن أيام الإجازة الصيفية، وعدم تلقي تلك القاعات بطبيعة الحال لأي حجوزات فيه.
وجاءت أسعار قاعات الأفراح في محافظة الطائف، متباينة نوعا ما، إضافة إلى قيام عدد منها بأخذ رسوم مالية تضاف إلى سعر الإيجار لليلة الفرح، حيث سجلت تلك الرسوم ما يتعلق بمقاعد الجلوس، والمسرح، وإجبار العريس على تسجيل طلب الحلويات، والمياه، من مؤسسات عن طريق مالك القاعة، ولا يتم قبول أي طلبات، أو السماح لأي طلب يأتي عن طريق مؤسسة أخرى، في توجه يشبه إلى حدٍ كبير الاحتكار.
#2#
وقال لـ"الاقتصادية" مدير سابق لإحدى قاعات الأفراح، إن أسعار إيجار قاعات الأفراح في الطائف مبالغ فيها، مشيرا إلى أنها تراوح بين الـ30 ألفا و70 ألف ريال لليلة الواحدة، مع وجود إضافات مالية يتم دفعها كرسوم إيجار لعدد من محتويات القاعة، الأمر الذي يرفع فاتورة القاعة إلى مبلغ يفوق أضعاف مبلغ عقد الإيجار.
وأوضح أن أكثر المحتويات التي تم وضعها ضمن بند الرسوم الإضافية، وكل ما يتعلق بالأقسام النسائية، بالرغم من تواضع تلك القاعات، حيث توجد غرف داخلية إيجارها ألف ريال، وبعضها 1800 ريال، وغرف أخرى بثلاثة آلاف ريال، كما أن إيجار مقاعد الجلوس يصل إلى 50 ريالا، بالإضافة إلى احتكار كل ما يتعلق بوليمة المناسبة ضمن مؤسسات تم التعاقد معها مسبقا، وبالتالي يُمارس هنا جانب الإجبار إلى جانب الاحتكار، وذلك وفقا لسعر محدد لا يقبل التخفيض بمثل ما هو عليه السعر خارج منظومة المؤسسة المتعاقد معها من قبل قاعة الأفراح.
وأفاد المدير السابق أن المسرح في القاعة يأتي ضمن المحتويات التي يتم تأجيرها على العريس بمبلغ يصل إلى عشرة آلاف ريال، وكذلك شاشات العرض يتم تأجيرها بـ12 ألف ريال، ولافتات المناسبة يتم احتكارها بمبلغ يصل إلى ستة آلاف ريال، وهذا الحال ينطبق على مقاعد الجلوس حيث يتم تأجير المقعد بـ50 ريالا، مشيرا إلى أن أسعار العقود تختلف عن أسعار المحتويات التي يتم تأجيرها على المستفيد.
وبين أن قاعات الأفراح دخلت منظومة العمل المتواصل، منذ الـ20 من الشهر الجاري، حتى 27 من الشهر ذاته، ثم تعاود مرة أخرى من اليوم الثاني في شوال المقبل، وحتى السابع من ذي الحجة المقبل، حيث ستكون الحجوزات مغلقة طيلة هذه الفترة.
وفي الشرقية كشف مديرو فنادق وقاعات أفراح في المنطقة أن هناك أكثر من 400 قاعة مخصصة للأفراح والمناسبات أغلبها محجوزة من بداية رمضان ولمدة 90 يوما.
وأكدوا أن فترة رمضان والصيف تعد موسما يعويض فترة العام بالكامل، حيث إن أغلب الشركات في المنطقة تفضل إقامة إفطار أو سحور لموظفيها في قاعات الفنادق وصالات الأفراح ذات فئة الخمس نجوم، وفترة ما بعد العيد تبدأ حجوزات الأفراح، مضيفين أن تكلفة إفطار موظفي الشركات تتراوح من 150 إلى 250 ريالا للفرد الواحد ومن 300 إلى 500 ريال للفرد الواحد في مناسبات الزواج.
وأوضح ماركوس أنطون مدير إحدى قاعات الأفراح والمناسبات بإحدى فنادق الشرقية فئة الخمس نجوم أن هناك أكثر من 90 فندقا من فئة خمس نجوم في المنطقة الشرقية, أكثر من 90 في المائة منها محجوزة لمدة ثلاثة أشهر بداية من أول رمضان، وذلك لمصلحة شركات وأفراد.
وبين أن هناك قرابة 240 يوما تشهد فيه قاعات الأفراح ركودا إلا من بعض المناسبات الخاصة والمزادات العقارية, وأن فترة الصيف ورمضان تشهد القاعات إقبالا كبيرا وتنافسا كبيرا بين الفنادق والصالات على مستوى المنطقة, مقدرا أن تلك القاعات تحقق نحو 15 مليار ريال نظرا لكثرة الحجوزات التي سجلتها في هذه الفترة.
من جهته قال سمير مراد مدير إدارة التسويق والمبيعات في أحد فنادق الشرقية إن تكلفة الزواج الواحد يتراوح من 150 إلى 300 ألف ريال شاملا العشاء لليلة الواحدة بالنسبة للرجال, أما قاعة النساء فيصل سعرها إلى 400 ألف ريال رسوم العشاء والضيافة والكوشة والتصوير والخدمة، متوقعا أن تصل عوائد قاعات الأفراح خلال الأشهر الأربعة المقبلة إلى مليار ريال.
بدوره قال مسؤول في هيئة السياحة والتراث الوطني إن هناك فرق عمل ميدانية تقوم بعمل جولات على جميع الفنادق وقاعات الأفراح للتأكد من تطبيق أسعار الهيئة وتوفير جميع الاشتراطات المطلوبة، وذلك بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى.
ولفت إلى أن عدد قاعات الأفراح المرخصة في المنطقة الشرقية بلغ أكثر من 500 قاعة, بخلاف القاعات والاستراحات غير المرخصة، التي تم استثمارها بطرق غير نظامية.
وبين المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه أن هناك قاعات واستراحات خاصة مرخصة موزعة على مدن المنطقة الشرقية أصبحت تنافس قاعات الفنادق ذات الخمس نجوم.